دائما ما يتأثر الطفل الذي يتعرض لنوع من الانتقاد السلبي بشكل كبير، وتضعف ثقته بنفسه وتفاعله مع المجتمع مما يجعله ذو شخصية ضعيفة عندما يكبر، وقد يصل الأمر إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها في المستقبل، وسوف نوضح في هذا المقال اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل وتأثيره على حياته وتعامله مع المجتمع الذي يعيش فيه، وكذلك وضع حلول لهذه المشاكل وتقديم بعض النصائح لكيفية التعامل مع الطفل لكي يصبح شخص ناجح في المجتمع ويبتعد عن أي سلوك غير صحيح.
اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل
لا أحد ينكر أن اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل كثيرة وجسيمة، ومن الممكن ألا تظهر نتائجها في نفس الوقت وقد تمتد إلى وقت بعيد، مما يزيد من الخطورة بشكل أكبر قد تصل إلى مرحلة صعبة لا يمكن علاجها، ومن هذه الأضرار كالتالي:
- التأثير بشكل سلبي على العلاقات.
- الانطواء عن الزملاء في المجتمع والخجل منهم.
- تكوين شخصية الطفل بشكل خاطئ.
- ضعف ثقة الطفل بنفسه.
- زيادة الجروح العاطفية بشكل أعمق.
- زيادة الضغط النفسي للطفل.
- شعور الطفل بالنقص.
- ضعف تحصيل الطفل.
- زيادة أسلوب اللامبالاة عند الطفل.
التأثير بشكل سلبي على العلاقات
- أحد أصعب اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل، والتي يشعر بها الفرد مع حدة هذه الانتقادات حيث تتأثر علاقاته سلبيا في المجتمع.
- كثرة الانتقادات تؤدي إلى زيادة شكوك الفرد حول مشاعره التي يقدمها له أبويه.
- مع كبر الطفل يزداد هذا الشعور داخله، مما قد يؤدي إلى أنه يتجنب إنشاء علاقات عاطفية بدرجة قوية.
- قد يشعر الطفل بفقدان ثقته في أي مشاعر من أي شخص قريب منه، وقد يصل الأمر إلى رغبته في إقامة علاقات جديدة خارج الأسرة ونسيان العائلة واحترامها.
- يبدأ الطفل بعد ذلك في التحرر من أي رعاية خاصة بوالديه، ويميل إلى العزلة سواء في بيته أو المكان المتواجد به، ويبتعد عن أي علاقة شخصية.
- قد يؤدي هذا البعد عن العالم أن يسير الطفل في طرق اجتماعية سيئة، وقد تصيبه بأمراض نفسية صعبة وعميقة قد تتطلب تدخل حاد في المستقبل.
الانطواء عن الزملاء في المجتمع والخجل منهم
- يعتبر البعد عن الزملاء والخجل منهم هو أحد اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل، حيث أنه يصير مقتنع بشكل تام بتواجد خلل في شخصيته، مما يجعله يصل إلى مرحلة الخجل من نفسه.
- هذا الأمر يؤدي إلى رغبة الطفل في الابتعاد عن أي موقف اجتماعي، ويخاف من التعبير عن أي أفكار أو مشاعر تتواجد بداخله.
- يصل الأمر بالطفل أنه يبدأ في الخوف بشكل كبير من أي خطوة جيدة يرغب في اتخاذها من أجل تحسين وضعه ويتراجع عنها.
- يشير علم النفس إلى سلوك هذا الفرد ويطلق عليه “المجتمع الزائف”، وذلك لأنه يعبر عن نوع من أنواع السلوك التي تظهر في الابتعاد عن أي تفاعل في المجتمع، وكذلك قلة شجاعته في اتخاذ أي خطة من أجل تنمية الشخصية وتحسينها.
- أطباء علم النفس يركزون بشكل كبير على فهم هذا النوع من السلوك والذي يؤثر بشكل سلبي على تقدم شخصية الطفل، وذلك يدفعهم إلى تقديم الدعم الكامل من أجل مساعدة هذا الطفل في التغلب على هذا السلوك السيئ.
تكوين شخصية الطفل بشكل خاطئ
- علماء النفس في العالم يؤكدون أن عقل الطفل يتكون من طبقتين في الأساس، وهما الطبقة الغير واعية والطبقة الواعية، وتؤثر الطبقة الواعية على لعب الدور الأهم في تشكيل شخصية الطفل خاصة في مرحلة ما قبل بلوغه سن السادسة.
- الطبقة الغير واعية لها بعض التأثيرات تتضح أيضا في هذه المرحلة ، ويعتبر النقد هو أهم العناصر التي تندمج في ذهن الفرد، ويدخل إلى الطفل باعتبار النقد جزء من تجاربه الخاصة، ويقوم العقل بامتصاصه بشكل يؤثر على فهمه للعالم الموجود حوله.
- امتصاص الآثار السلبية التي تنتج عن هذا النقد يؤدي إلى قيام الطفل ببناء أسس خاصة بالتعامل الشخصي مع أي تجربة سلبية، مما يتسبب في تكوين شخصية الطفل بشكل خاطئ وذلك من أكثر اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل شيوعا.
ضعف ثقة الطفل بنفسه
- أحد أكثر اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل انتشارا هو ضعف ثقته بنفسه خاصة في ظل الانتقادات القاسية في مرحلة الطفولة.
- هذا التأثير يعتبر بمثابة ضربة قوية لا يمكن توقعها، حيث أن الطفل يبدأ في الإحساس بضياع قيمته الشخصية بشكل تدريجي.
- في ظل محاولات كثيرة من الطفل للتغلب على هذه الضربات ورغبته في استعادة الثقة بنفسه، ولكن يقابل زيادة في التأثير الضار.
- مع مرور الوقت يصبح إصلاح هذه السلبيات أمر صعب بل قد يصل إلى درجة مستحيلة، مما يتسبب في تعقيد أكثر للطفل خاصة في طفولته ويؤثر عليه عندما يكبر.
زيادة الجروح العاطفية بشكل أعمق
- من اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل هو زيادة جروحه العاطفية بشكل كبير خاصة أثناء تجاوز الانتقادات إلى حد كبير.
- تعتبر التعليقات التي تجرح المشاعر من أصعب الأمور التي لها تأثير على عقل الطفل، وقد يستمر هذا التأثير معه طوال حياته وتزداد جروحه العاطفية بشكل أعمق.
- تبدأ الجروح في الظهور بشكل أكبر في بداية دخوله في علاقات جديدة، حيث يجد الطفل دائما حواجز لأي محاولة جديدة في مجال العلاقات الاجتماعية.
- الخوف من أن يقوم بتكرار التجارب السلبية يقف دائما عائقا لتفاعله بشكل كبير مع المجتمع.
زيادة الضغط النفسي للطفل
- يزداد الضغط النفسي للأطفال ويزيد مستوى التوتر بسبب النقد السلبي، حيث تعتبر هذه الآثار من أصعب اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل مما يجعله يعيش في بيئة غير آمنة نفسيا.
- يشعر الطفل على المدى البعيد بصعوبات في حياته سواء اكتئاب أو صعوبة التنفس أو الخوف من أي مواجهة.
- الكثير من الأطباء يقومون بتفسير هذه الحالة على أن النقد السلبي بشكل دائم هو السبب الرئيسي في الضغط النفسي، حيث يؤثر بشكل سلبي على نظام الكورتيزول في الجسم وكذلك الأدرينالين مما يزيد من جرعات القلق والتوتر والاكتئاب.
شعور الطفل بالنقص
- قد يشعر الطفل بالنقص نتيجة للنقد السلبي له بشكل مستمر خاصة من الوالدين، وتعتبر من أكثر اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل انتشارا، حيث يصل إلى عدم الثقة في مهاراته وقدراته.
- مع مرور الزمن تزداد المشكلة وتكثر الأخطاء نتيجة لذلك، ويصبح الطفل يشعر بالنقص بشكل كبير بالمقارنة مع أي طفل آخر ممن لا يواجهون النقد السلبي.
- ينصح أطباء علم النفس دائما بالقيام بالدعم المعنوي للطفل وزيادة ثقته بنفسه من أجل التغلب على المشاكل التي تواجهه.
ضعف تحصيل الطفل
- أحد اخطر اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل والتي تؤثر على مستواه التعليمي بسبب ضعف عملية التحصيل في المدرسة وذلك لعدم ثقته بنفسه وارتفاع حد الضغوط النفسية.
- هذا الأمر يدفع الطفل إلى التفكير بشكل دائم في هذا النقد مما يؤثر على أدائه بشكل عام في المدرسة، كما يؤثر على تحصيله الدراسي.
- قد يصل الأمر إلى رسوب الطفل في بعض المواد ويؤثر على حياته المستقبلية.
- ينصح الأطباء في هذا الموقف بضرورة التعامل السريع وتوفير بعض الحوارات مع المختصين بهذا الأمر خاصة المدرسين من أجل استعادة الطفل مهاراته وقدرته على التحصيل بشكل جيد.
زيادة أسلوب اللامبالاة
- أحد اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل هو وصول الطفل لحالة لا مبالاة غريبة، ولا يقوم بالاهتمام بأي شيء مع مرور الوقت.
- يتحول الطفل إلى كائن يعيش فقط على الحياة بتنفس فقط، وغير مبالي بأي شيء يدور من حوله مما يؤثر على شخصيته في المجتمع.
- كما يسبب هذا الأمر إلى تقليل قدرة الطفل الإبداعية وابتعاده عن أي وسيلة لتنمية ذاته، حيث أنه يصبح شخص لا قيمة له في المجتمع.
كيفية بناء الذات عند الطفل
إذا أراد الوالدين بناء الذات عند الطفل يجب اتباع بعض القواعد والخطوات التي تساعد في تكوين شخصيته وابتعاده عن أي فشل في حياته والتي تجنب الطفل اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل، ويمكن تحقيق ذلك بالتالي:
- التعبير للطفل عن حبهم له وذلك قد يكون بعدة وسائل منها تقديم الكلمات والعواطف، وجعل الطفل يشعر دائما أنه يستحق الحب الكبير مما يزيد من إيجابياته في المجتمع خاصة أنه عندما لا يتلقى هذا الحب يشعر بضعف ثقته بنفسه.
- توفير مجتمع آمن للطفل، وهذا الأمان يعني جميع أنواع الأمان سواء عاطفي أو جسدي أو غذائي، لأن الأبوين يعتبران هما الملجأ لأبنائهم في أي أمر يحدث لهم.
- الاستماع للأبناء ومعرفة ما يحبون وما يكرهون، حيث أن تقبل الأبوين لأبنائهم يزيد من مستوى تقبلهم لأنفسهم فيزيد من ثقتهم في أنفسهم بشكل كبير.
- معاملة الأبناء بالأدب، حيث أن هناك لغة يتم التحدث بها مع الأطفال تختلف عن البالغين، وبمجرد احترام الآباء لأبنائهم يجعلهم يشعرون بالاحترام داخل أنفسهم وأمام الآخرين.
- تشجيع الطفل على أي سلوك قويم يقوم به، ويجب استيعابه في حالة القيام بأي سلوك خاطئ.
- مدح الأطفال، وهذا الأسلوب هو أحد أفضل الأساليب التي ينصح بها الأطباء، وفي حالة الانتقاد يكون بشكل هادئ وتربوي وغير منفعل.
عبارات تقوية ثقة الطفل بنفسه
هناك بعض العبارات ينصح بها أطباء علم النفس من أجل تقوية ثقة الطفل بنفسه، ويقدمها له أبويه أو المقربين منه من خلال معرفة اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل، وتتضح في التالي:
- “صغيري، أنت تستطيع فعل أشياء رائعة والجميع يعرف مهاراتك وقدراتك”، حيث يعتبر إيمان الأبوين بقدرة طفلهم على فعل المستحيل هو الحافز له على زيادة قدراته وإنجازاته، ويتم ذلك عن طريق تقديم الكثير من الحب له لفعل المزيد.
- “اجعل الجميع ينظر إليك ويتطلعون لانجازاتك”، حيث يحتاج الطفل دائما إلى التحفيز والتشجيع خاصة عندما يواجه أي تحدي.
- “طفلي الغالي، إخترتك أن تكون سندا لي فأنا فخور بك” هذه الجملة قد تجعل الطفل يفرح بداخله بكل جوارحه، حيث ينظر إلى أبويه في هذا الوقت أنهم القدوة وهو المكمل لهم.
- “يجب أن تعلم أن انتصارك سوف يجعلنا جميعا منتصرين” وهذه الجملة توحي للطفل بمدى التكامل والترابط بين أفراد أسرته مما يجعله يقوم بما يستطيع وأكثر من ذلك لكي يفرح الجميع.
اقرأ المزيد عن: غرس القيم وتعديل السلوك للطفل
طرق التعامل مع الوالدين الذين يقدمون النقد لأطفالهم
هناك بعض الطرق الخاصة بالتعامل مع الأبوين الذين يقدمون دائما على تقديم النقد لأبنائهم، ويجب عليهم في هذا الوقت أن يذهبوا إلى الأطباء المتخصصين في هذا الأمر وأصحاب الخبرة حتى لا يسبب لأبنائهم مشاكل، وهذه الطرق كالتالي:
- رسم المخطط: هذه الطريقة تبدأ بتحديد نوعية الآباء الذين ينتقدون أبنائهم، هل هم من المسيطرين أم العنيدين أن النرجسيين، وبعد ذلك يمكن معرفة كيفية نقدهم لأبنائهم طبقا لمبدأ بناء الذات، حيث يجب العمل على تغيير طريقة نظرة الآباء لأبنائهم لأنهم قد لا يكونون يعرفون أن ما يفعلوه يؤثر على الطفل ويجب توعيتهم بهذا الأمر.
- البدء في النقاش معهم: وتحديد أسس العلاقة بينهم وبين الطفل خاصة عندما ينظر الطفل إليهم ويجدهم يرغبون في المحافظة على العلاقة معه وسوف يتحدث معهم بكل جوارحه.
- العلاج العائلي: ويتم ذلك في بعض الحالات الصعبة، حيث يمكن إدخال بعض من الأطراف التي تتمتع بالخبرة ويستطيعون توعية الأبناء والآباء من أجل تقوية العلاقة الأسرية بينهم.
- التحدث بشكل إيجابي مع الطفل: حيث أن الطفل عندما يتعرض للنقد يخاف دائما من أن يخطئ وذلك أمر سلبي يجعله دائما يخشى من القدوم على أي أمر حتى ولو إيجابي.
- تكوين علاقات سليمة للطفل: سواء مع أصدقائه أو عائلته والتي تؤثر بشكل إيجابي في حياته في المستقبل.
نصائح في تربية الأطفال
هناك بعض النصائح التي يقدمها الأطباء في علم النفس للأبوين من أجل تربية الأطفال تربية إيجابية سليمة لتعود عليهم بنتائج جيدة خاصة في ظل ما أوضحنا من اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل، وهذه النصائح كالتالي:
- تأديب الطفل بشكل إيجابي عن طريق مكافأته، والبعد عن أي وسائل ضرب أو عصبية قد تؤدي إلى نتيجة عكسية.
- الاستماع إلى الطفل من أجل التعرف على كل ما يشعر به، وتقديم بعض البدائل في المواقف التي يعيشها.
- إظهار العاطفة للطفل والحب له وقضاء وقت معه بشكل أكبر.
- ترك الطفل يقوم بتقديم إبداعاته حتى وإن تكرر الخطأ بدون انتقاد أو خوف.
- وصف السلوك الذي يقوم به الطفل بشكل جيد، ومثال على ذلك هو ألا نقول للطفل أنت سئ ولكن يمكن القول له أن هذا التصرف غير جيد.
- استثمار بعض الوقت مع الطفل سواء بالفعل أو بالكلام، وتنفيذ ذلك على أرض الواقع ولا يتم الاكتفاء بالكلام فقط.
أنماط تربية الطفل وتأثيرها عليه
تم إجراء العديد من الدراسات من خلال الأطباء في علم النفس على الكثير من الأطفال وتم التوصل إلى بعض أنماط التربية، وهي كالتالي:
- النمط المتساهل: التساهل مع الطفل قد يؤدي إلى قلة قدرته على تنظيم حياته مما يجعله يقدم أداء ضعيف في المدرسة ولا يستطيع السيطرة على مشاكله.
- النمط المستبد: هذا النمط يؤدي إلى أن الطفل يكون مطيع وذو كفاءة عالية، ولكنه لا يشعر بسعادة مثل الأنماط الأخرى لأنه يشعر بعدم تكييفه مع المجتمع ويفقد احترامه لنفسه.
- النمط الغير مكترث: وهذا النمط هو أسوأ نمط في الحياة، حيث يقوم فيه الآباء بتلبية جميع احتياجات الطفل ولكنهم لا يقدمون له الدعم مما يجعل الطفل غير قادر على السيطرة على نفسه وتقل كفاءته بالمقارنة بزملائه وأقرانه.
- النمط الموثوق: وهو النمط الذي يتم على أسس وقواعد ومبادئ يتم تطبيقها على الأطفال من أجل تأديبهم وعدم عقابهم، مما يجعل الطفل يستجيب لرغبات الآباء بدون الحاجة إلى العصبية أو تطبيق أساليب غير قويمة، حيث يتم التعامل مع الطفل بشكل ديمقراطي ويتم التحاور معه من أجل الوصول إلى نتيجة إيجابية.
أوضحنا في هذا المقال اضرار الانتقاد السلبي الدائم للطفل والذي يجعله يقدم على فعل أشياء غير مرغوبة ويضعف من شخصيته، وقد يصل الأمر إلى نهاية مأساوية وضياع الطفل في النهاية، ويجب أن يعلم الأبوان أن الطريق السليم لتقويم الطفل هو تقديم الحب والاهتمام له والتقرب منه ومعرفة ما يحبه وما يكرهه وليس الانتقاد الدائم بشكل سلبي الذي قد يوجه الطفل إلى الهاوية بشكل سريع.
