كثيرا ما يلجأ بعض الآباء لهذه المقولة اضرب من يضربك، ويعتبرها نصيحة لطفله للدفاع عن النفس أمام من يعاديه، ولكن هل هذا صحصح، هل هذه هي التربية السليمة حقا، هل سيتفهم الأطفال ويتحكمون في تصرفاتهم، هذا ما سنعرفه معا في هذا المقال.
اضرب من يضربك
قال الأب ناصحا طفله وهو يقوم بتوصيله إلى المدرسة: “يا بني لا تتعرض لأحد بإساءة من أي نوع وابعتد عن الشجارات”.
وقبل نهاية اليوم الدراسي تلقى اتصالا من المعلمة تخبره بأن أحد الأطفال قام بضرب ابنه، ولكنه لم يدافع عن نفسه لا بالقول ولا بالفعل.
وعند عودة الطفل من المدرسة اعتقد الأب أن كلامه لطفله صباحا هو السبب في أن لا يدافع عن نفسه.
فقال له: “اضرب من يضربك وأي أحد يتعرض لك قم بتكسير رأسه”
ليتلقى اتصالا في اليوم التالي من المعلمه تقول له: “ابنك قام بضرب أحد الأطفال واعتدى عليه وتسبب في آذاه”.
سؤال يطرح نفسه
لماذا يحصر الآباء دورهم التربوي في مجموعة من ردات الفعل العشوائة والغير مدروسة؟
لماذا نلجأ إلى بناء بيئة سلبية قائمة على الضرب والسب والشتم والعنف؟
ينبغي عل الآباء أن يقوموا بدورهم التربوي بشكل منهجي ومدروس لتدريب أطفالهم على القيم والأخلاق الحسنة.
اضرب من يضربك
من أخطر العبارات الخاطئة التي يلجأ لها الآباء، خاصة إنه يتم توجيهها لأطفال صغار لا يدركون كل ما يفعلون.
فهؤلاء الأطفال سواء كانوا في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة ليس لديهم مهارات التحكم في النفس.
بالإضافة إلى إنهم سينفذون ما يقال لهم دون معرفة خطورة إيذاء الآخرين بدينا أو لفظيا وتوابع ذلك.
وبدلا من ذلك يجب تعليمهم مهارات الدفاع عن لنفس دون شجار ودون إيذاء أحد/ ولا نصرفهم عن ذلك بهذه التربية العشوائية.
استراتيجيات الدفاع عن النفس
بدلا من أن تقول لأبنك اضرب من يضربك وكسر رأسه، قم بتعليمه مهارات الدفاع والحفاظ على النفس:
- عمل علاقات إيجابية مع الآخرين وتكوين صداقات.
- تعليم الطفل الرد بصراحة والرفض بقول لا بكل أدب.
- تعليم الطفل زجر من يتطاول عليه لفظيا بعبارات زاجرة ولكنها ليست بذيئة.
- تعويد الطفل على الصراحة والوضوح.
- الاستماع لمشكلات الطفل وزيادة ثقته بنفسه.
- متباعة احتياجات الطفل النفسية والروحية والتعليمية.
وأخيرا، نحن بحاجة إلى جيل واعي ومثقف وغير متنمر، لا ضعيف يؤذي نفسه ولا عكس ذلك يؤذي غيره، ولكنه قوي قادر على الدفاع عن نفسه بطرف أخلاقية.