التربية بالنِّقاش والحوار تعد من أساليب التربية الحديثة، والمتبعة منذ عهد الرسول ﷺ ومن ثم الصحابة والتابعين، حيث يعد هذا النوع من التربية أسلوب من أساليب التربية الإيجابية التي تعود بعد ذلك بثمرة جيدة إذا تم إتباعها والتعامل بها منذ ولادة الطفل، فهناك العديد من الأبحاث العلمية والكتب ومراجع عدة لتعزيز هذا الأسلوب في التربية، واتباعه بشكل مستمر ودائم مع الفئات المختلفة، وتطبيقه في مجالات التدريس والتعليم.
التربية ومجمل معانيها
يوجد ملايين التعريفات حول التربية بالنِّقاش والحوار وماهيتها، وهنا سوف نتعرف على بعض مصطلحاتها في الأسطر التالية:
- التعريف الشامل للتربية
تعد التربية عملية تعليم وتعلم لأنماط مختلفة من أفراد مجتمع معين، وفي زمان ومكان معينين حتى يكتسبوا القيم والاخلاقيات، وكذلك الاتجاهات و أنماط السلوك المختلفة، التي تجعل من هؤلاء الأفراد مواطنين صالحين في مجتمعهم منخرطين مع الجماعة التي يعيشون معها.
- التربية كما عرفها الإسلام
أسلوب يستمد أصوله من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتعد منهج كامل متكامل للحياة التي يعيشها الفرد؛ حيث تحرص على الفرد والمجتمع معًا، فتقوم بتعهد الإنسان بدنيًا وعقليًا وروحيًا، وتهتم بالأخلاق المحمودة، وبالتوازن بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة.
الإقناع والحوار
الإقناع هو عملية إرضاء، يستخدام فيها المربي الطرق المؤثرة التي يحاول بها التأثير على الآخر وإخضاعه لفكرة معينة أو رأي، من خلال عرض الحقائق بأدلة مقبولة وواضحة.
أما الحوار فهو عملية تبادل الأراء عن طريق الكلام المباشر بين شخصين أو مجموعة أشخاص، بطرق هادئة و منظمة حول موضوع مخصص و فكرة معينة.
الحواري الأسري
يعد الحوار الأسري من الأمور المهمة التي توتضد العلاقات بين الأهل والأبناء وتتضح أهميته في النقاط الآتية:
- يعد الحوار الأسري مفتاح للعلاقات الطيبة والجيدة بين الزوجين مما يؤثر إيجابي على الأبناء.
- يخفف من النزاعات والخلافات الأسرية، والمشكلات النفسية، والاجتماعية.
- كما يقنع الأطفال بأية أفكار بصورة هادئة ومطمئنة بعيداً عن الخلافات، وعن فرض الآراء من الآباء.
- وكذلك يحفاظ على الإحترام المتبادل بين أفراء الأسرية والحرية في التعبير عن الآراء المختلفة.
- بالإضافة أنه يمنح الحب والراحة للأبناء من قبل الأهل.
- تعزيز قدرة الأطفال على التواصل مع الآخرين مستقبلاً.
- يساعد على الإعتراف بالأخطاء الشخصية من قبل الآباء أثناء الحوار أمام الأبناء، مما يرسخ هذا السلوك الإيجابي من قبلهم.
- كما يساعد الحوار على مشاركة الأبناء القصص الشخصية، وكذلك التحدث عن تجاربهم الخاصة.
- مشاركة الحوار يضمن جذب الطفل للاشتراك فيه وتعزي العلاقات الأسرية وتقويتها.
- يزيد من فرصة تفهم إحباطات الطفل، وخيبات الأمل التي شعر بها، والمشاركة فيها، وتعليمهم المشاعر المتعلقة بالحزن، وخيبات الأمل، والقلق، وأنها جزء من الحياة الشخصية، وتعليمهم أنها مشاعر مؤقتة تزول مع مرور الوقت، ومساعدتهم على التعبير عنها.
تنظيم الحوار الأسري
من الجدير بالذكر أنه يجب الحرص على استمرار الحوار بين أفراد الأسرة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وذلك للحفاظ على وجود الاتصال بين أفراد الأسرة بشكل دائم وتعزيز بناء الثقة بين الجميع.
نصائح حول حوار أسري ناجح
هناك عدة توصيات لخلق حوار أسري بناء، يمكن استخدامها من قبل الآباء، ومنها:
- الانتقاد بعناية ورفق ولطف، وبدء الحوار بالجانب الصحيح قبل البدء بالأخطاء.
- تخصيص بعض الوقت قبل النوم للتحدث حول اهتمامات الأبناء المختلفة، وخلق النقاشات المشتركة.
- توفير الوقت الكافي للأبناءعند حديثهم عن أية مشكلة تواجهم
- عدم الإصرارو التذمت في الرد عليهم في نفس اللحظة.
- أخذ الحذر عند الحديث عن الآخرين بصفة خاصة أمام الأبناء.
- خلق رأي جديد وتشجيع عامل المشاركة من قبل الطفل في حل المشاكل العائلية.
اقرأ المزيد عن:
أهمية الحوار والمناقشة بصفة عامة في التربية
تدور أهمية التربية بالنِّقاش والحوار حول تنشئة عقول واعية ونفوس سوية، ومن أهمية اتباع هذا الأسلوب في التربية:
- تنمى مهارة الحوار والمناقشة تعزز الثقة بالنفس والتواصل الفعال.
- بناء نقطة فهم مشتركة بين الطرفين للوصول إلى حلول مشتركة ترضي الجميع.
- يركز الحوار على الإستماع المتبادل والتفاعل، وخلق لغة حوار مريحة للطرفين.
- التوصل إلي العديد من الحلول عند مواجهة مشكلة معينة، بأسلوب لائق.
- هدم حاجز الخوف بين كلا من المربي، ومن تقوم عليه التربية.
- إزالة الفجوات بين المتحاورين.
- يعزز هذا الأسلوب في مواجهة المواقف وعدم الخوف منها، أو الحرج من إبداء آرائهم.
- القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
إنشاء تواصل جيد بين الآباء والأبناء
من أهم المبادئ التي يجب اتباعها لإنشاء تواصل ذا طابع جيد بين الآباء والأبناء هي:
- العمل على إيصال رسالة للأبناء من قبل والديهم بأنهم مهتمون، مستعدون لإجراء حوار معهم في أي وقت كان.
- تمهيد الأجواء الهادئة عند رغبة الابن في التحدث، وذلك من خلال إغلاق التلفاز وإيقاف أي عمل يقوم به الوالدين.
- تجنب إجراء المكالمات الهاتفية، في حالة رغبة الابن لقول شيء مهم بالنسبة له.
- النزول إلى مستوى الابن في التحدث من قبل الوالدين، وذلك لزيادة الفاعلية في الحوار، ونمو الثقة المتبادلة.
- عدم إجراء أي حوار مع الابناء في حالة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما في حالة غاضب، لأن ذلك سينعكس بالسلب علي الابن.
- التعامل مع الابن كما لو أنه صديق، والاستماع له بعناية، وعدم مقاطعته أثناء حديثه.
- مواجهة الابن في حالة معرفة أحد الوالدين أو كلاهما بموقف معين.
- تجنب استخدام الألفاظ والكلمات الغير لائقة، أو سبه وشتمه، فكل هذه الأمور تمنع الابن من الكلام مرة أخرى.
- تعزيز الابن ودفعه بأسلوب ٱيجابي أثناء الحوار، وذلك للحفاظ على تواصل جيد و هادف يرضي الطرفين.
دور الوالدين في تشجيع الأبناء على الحوار
يلعب كلا من الوالدين أدوار مختلفة في تنمية شخصية الأبناء فالأم تعد مصدر آمان الأبناء الذي يلجأ إليه الأبناء، ويتم الاعتماد عليها في كل أمورهم النفسية والعاطفية، ومن الجدير بالذكر أن الأبناء يلجؤون إلى تقليد الآباء في أمور عديدة من أكبرها لأصغرها حتى الكلام.
ومن هنا يجب التنويه على الوالدين بقضاء المزيد من الأوقات مع ابنائهم ، والانخراط في بعض الأنشطة المنزلية الأسبوعية معهم، أو التنزه وقضاء بعض الأوقات الممتعة سويا، وذلك لتعزيز الحوار فيما بينهم، والتغلب على الخجل والرهبة لديهم في الكلام وعند الحديث ، كما يؤثر الآباء على الأبناء كذلك بدون معرفة منهم، لأن ذلك يعد أمر جبلي، كما يمثلوا دور أساسي في النمو العاطفي والاجتماعي للأبناء فيتعلم الابن من خلال الحوار كيفية التعبير عن عواطفه وبث مكنونات صدره والتحكم فيها، وتطوير مهاراته، بالَإضافة إلى تقوية علاقته مع أسرته و زيادة الثقة بينهم.
مراحل الحوار مع الأطفال حسب الفئة العمرية
تختلف طرق الحوار في مختلف المرحلة العمرية، حيث تنقسم إلى 3مراحل ولكل منها طرقه وأساليبه المختلفة:
- المرحلة العمرية منذ الولادة وإلى ثلاث سنوات
طريقة الحوار تكون بالتركيز على التكلم لفترات طويلة مع الطفل، والاهتمام بكافة حركاته ومتابعة تطوراته في التواصل، بجانب ذلك مكافأته على أي إنجاز يقوم به، لرفع من حالاته النفسية.
- المرحلة العمرية من ثلاثة سنوات وحتى سبع سنوات
في هذه المرحلة تبدأ لدى الطفل تكون الحصيلة اللغوية المكتسبة، فتكون لديه القدرة على الكلام بكثرة وطرح العديد من الأسئلة حول كل ما يراه أو يسمعه أو يعرف عنه داخل محيطه، ومن هنا فيجب على الوالدين الإنصات له بكل اهتمام، وتوفير الإجابات على كل ما يطرحونه من أسئلة مهما بدت غير مهمة، فإن تكون بالنسبة للأطفال ذات أهمية بالغة.
- المرحلة العمرية من سبع سنوات وحتى مرحلة البلوغ
تكون طريقة الحوار في هذه المرحلة مناسبة لعمر الطفل، حيث أن الطفل بدأ بالانخراط مع أقرانه والتعرف على أشياء كثيرة في محيط بيئته، فذلك يجعله يكتسب مهارة الحوار، والإبداء بالرأي في أمور كثيرة ومتنوعة، ومن هنا يتعين على الأبوين والاستماع لآرائه وتقديم النصح، والطرق الإرشادية الصحيحة التي تتناسب مع عمره، وتطبيقها إن كانت مناسبة ليشعر بأهميته وكيانه.
أمور يجب مراعاتها عند الحوار مع الطفل
هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند الحوار مع الطفل ومنها:
- عند التحدث مع الطفل يجب التحدث بلهجة لطيفة والتحلي بالابتسامة.
- تجنب إجراء الحوار في حالة مزاجية سيئة، ولا بأس تأجيل الحوار لوقت آخر.
- محاولة جعل الطفل يركز على الموضوع الرئيسي وعدم التطرق إلي مواضيع فرعية بلطف ولين.
- في حالة رفض الطفل للرجوع للموضوع الرئيسي، فلا بأس من مجاراته وتأجيل الموضوع الرئيسي لوقت آخر.
- الوصول للمستوى الفكري للطفل وطرح المواضيع بلغة سلسة واختيار مفردات سهلة يستطيع الطفل فهمها.
- استخدام الأساليب الجذابة بجعل الطفل يكمل الحوار، لعدم امتلاك الأطفال القدرة على التركيز مع المتحدث لفترة طويلة
- الحرص على جعل الحوار دائم، ويمكن ذلك من خلال استغلال وقت تناول الطعام، أو أثناء الجلسات الأسرية.
- تجنب الفترات الطويلة بين الحوار والآخر، فلا تزيد المدة عن أسبوع، كي لا تنشأ فجوات بين الآباء وابنائهم.
- الحد من جعل مدة النقاش قصيرة، كي لا يسأم ويرسخ عنده حب النقاش مع الأهل بشكل دائم.
- عدم اتباع أسلوب التوبيخ، أو الأمر والسيطرة أو توضيح بعض عيوبه حتى لو من باب النصح.
- الحرص على مدح الطفل، وتشجيعه باستمرار، إن استحق المديح.
- عدم مقارنة الطفل بالآخرين مهما كان الأمر، حيث يعتقد بعض الآباء أن ذلك الأمر يحفز الطفل، ولكن على العكس تماماً فذلك يحطم من معنوياته.
- يجب على الآباء شحن الحوار وإحاطته بالمشاعر الصادقة، لنيل ثقة الطفل حتى تكون النتائج أفضل.
- عدم تجنب الإجابات الغامضة بالنسبة له ، وبالخصوص عند طرح الاسئلة الوجودية التي تتعلق بالخالق والكون.
- تقديم بعض الوسائط المرئية أو المسموعة الموثوق في مصدرها بخصوص تلك الأسئلة التي تجول في ذهنه.
- مراعاة إنشاء الحوار من وقت لآخر دون المبالغة كي لا يمل الطفل.
أنواع العلاقات بين الآباء والأبناء
يتم تصنيف العلاقة بين الآباء والأبناء على النحو الآتي:
- العلاقة الآمنة: والتي تعد أقوى أنواع العلاقات، حيث يشعر فيها الابن أنه يعتمد على والديه بشكل مطمئن، كما يعلم أنهم جاهزون لدعمه عند الحاجة دائمًا.
- العلاقة التجنبية: وتعد هذه علاقة من أنواع العلاقات الغير آمنة بحيث يعلم الابن أن اللجوء لأحد والده، أو كلاهما لن يجلب له الأمان، مما يدفعه لتعلم كيفية الاعتناء بنفسه، والاعتماد عليها
- العلاقة المتناقضة: تعد هذه العلاقة أيضا صورة من العلاقات غير الآمنة، وفي هذه العلاقة يدرك الابن بأن تلبية حاجاته تتم بالشكل صحيح في بعض الأحيان، ولا يتم في أحيان أخرى، لذلك يبحث بشكل مستمر عن كيفية تلبية حاجاته.
- العلاقة غير المنظمة: في هذه العلاقة لا يستطيع الابن فهم أو تحديد أفعال أحد والديه، أو كلاهما.
أمور يجب مراعاتها في العلاقة بين الأبناء والآباء
لبناء علاقات جيدة في محيط الأسرة لابد من وجود عدة شروط، ومنها:
- العمل على توفير الأمان الذي يحتاج إليه الأبناء وإشعارهم بالدفء والحنان.
- القدرة على تنظيم العاطفة، حيث أن ذلك يمثل دور كبير في تطور العلاقة الصحية بين الأبناء ووالديهم.
- التناغم فيما بينهم، حيث أن عامل التفاهم والتفاعل المتبادل بين الأبناء ووالديهم، يعد عامل مهم في العلاقة بحيث أي اختلاف أو تنافر يسبب اضطراب وقلق لكل من الأبناء والديهم.
- تجنب التعامل بشكل عدواني مع الطفل، حيث أن التعامل بعداء من أحد الوالدين أو كلاهما، يؤثر على سلوك الابن وطريقة تعامله مع المحيطين به.
- محاولة الحفاظ على استمرار العلاقة في شكل هادئ بعيد عن التوتر والضغوطات النفسية التي يواجهها الوالدين في حياتهم اليومية.
هل يمكن أن تتواجد العلاقات السامة بين الأهل؟
يوجد خط رفيع جداً يفصل بين المشاجرات العائلية والسلوك السام من قبل الأهل تجاه أبنائهم؛ ولذلك فإنه من الصعب إدراك الفرد بوجود علاقة سامة مع والديه، ومن السلوكيات التي يجب ترسيخها لدى الأبناء أن الآباء بشر يصيبون ويخطئون، وقد تصدر عنهم في بعض الأحيان بعض السلوكات التي يعتبرها الأبناء من وجه نظرهم غير صحية.
فتخلق هذه العلاقة السامة من عدم قدرة الأبناء على فهم قدر الصعوبات والتحديات التي يواجهها الأهل، بجانب تجاهل الآباء لمشاعر أبنائهم وحاجاتهم النفسية، فذلك يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث بعض المشكلات التي يصعب حلها، وخلق حاجز الصمت ورفض لغة الحوار بينهم.
أنماط العلاقات الأسرية غير الصحية
توجد عدة أنماط للعلاقات الغير صحية منها:
- أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من الإدمان أو التعاطي مثل إدمان الكحول، أو تعاطي المخدرات، وغيرها.
- أستخدم اسلوب التهديد من أحد الوالدين أو كلاهما بالعنف الجسدي تجاه الأبناء: واستخدام هذا الأسلوب كوسيلة للسيطرة عليهم.
- اتباع أسلوب يشعر الأبناء بأنهم ممتلكات هدفها الأساسي هو الإستجابة للاحتياجات الجسدية أو العاطفية للأبوين.
- عدم توفير الرعاية المادية أو المعنوية للأبناء.
- التهديد من أحد الآباء أو كلاهما بالانسحاب من الرعاية أو الدعم العاطفي للأبناء.
- سيطرة أحد الوالدين أو كلاهما على الأبناء: وذلك بإلزامهم بمعتقد معين، سواء أكان ديني، أو سياسي، أو مالي أو حتى شخصي.
معرفة العلاقة السامة مع الوالدين
تشير بعض الدلالات على وجود علاقة سامة مع أحد الوالدين أو كليهما، وفيما يأتي بعض هذه الدلالات:
- إنكار أحد الوالدين شيء تلاحظه، أو تحدثه عن الأحداث الماضية بشكل مختلف عما حدث بالفعل.
- اتباع أسلوب التجاهل أوالاستبعاد أو الانتقاد من قبل أحد الوالدين أو كلاهما بسبب مشاعرأو أفكار الأبناء.
- يتطفل أحد الوالدين أو كلاهما علي الأبناء بشكل غير لائق.
- عدم تلقي أي إرشادات من قبل الوالدين أو فرض مطالب بشكل مفرط، مثل تغيير السلوك، أو الأصدقاء.
- منع أحد الأبناء من التواصل الكامل والمباشر مع باقي أفراد الأسرة الآخرين.
- المنع أحيانا من دخول المنزل.
- التعرض لبعض حالات العنف الجسدي مثل الصفع، الضرب، اللكم، الركل، أو غير ذلك من أساليب العنف.
أثر العلاقات الأسرية السامة على الأبناء
يستمر تأثير العلاقات الأسرية السامة على الأبناء لفترات طويلة، وفيما يلي بعض هذه الأثار:
- صعوبة الثقة بنفسه أو بالآخرين، كما ينتج بعض الصعوبات في الوثوق بسلوكيات وأقوال الآخرين.
- مواجه العديد من المشاكل في مجال عمله الأكاديمي والعلاقات العملية.
- إنكار الأذى الذي يتعرض له، وفي بعض الأحيان يكافح لإظهار أن أسرته طبيعية.
- يتركز لدى الأبناء مفاهيم سلبية عن الذات.
ما يجب فعله للتعامل مع العلاقة الأسرية السامة
فهناك بعض الأمور التي يجب فعلها؛ للحد من تأثير هذه العلاقة السامة ومنها:
- إنشاء الحدود وهو مقياس يضعه الشخص لكيفية تعامل الآخرين معه ولا يسمح لشخص معين بعبوره، سواء كان جسدي أو عاطفي.
- عدم التبرير في الحدود الشخصية وعدم التفسير: فمن المتوقع أن يحاول الشخص السام تجاوز هذه الحدود، حيث أن وضع الحدود الواضحة من البداية؛ تجعل الأشخاص السامة يفقدون القدرة على دفعك الاستسلام.
- التواصل خارج الحدود جعله واضح: لا بأس من قول لا ، وفي الوقت نفسه المحافظة على الهدوء، بالإضافة إلي مقاومة إلقاء اللوم والدفاع عن النفس المفرط.
- تقييم التطور النفسي باستمرار: وذلك عن طريق تقييم مقدار الاحترام الناتج من الوالدين لحدود الابناء، فإذا لم يكن الأمر كذلك فقد يحتاج الابن إلى وضع خطة بديلة لراحته النفسية، حتى لو كان ذلك يعني قطع التواصل معهم لفترة.
أهمية المراهقة ووظيفتها في تكوين الشخصية
يبدو أن أهمية شخصية الفرد تكمن في تمثيلها لهويته الفريدة والطريقة التي يظهر بها نفسه للعالم الخارجي و تظهر هذه الشخصية معتقدات الشخص ونظرياته وأخلاقه وقيمته وشخصيته بالإضافة إلى موقفه تجاه الحياة بشكل عام نظرًا لتعريفها بأنها المرحلة الانتقالية بين الطفولة والبلوغ، فإن مرحلة المراهقة لها أهمية كبيرة في تطور شخصية الإنسان وتتجلى هذه الأهمية فيما يلي:
- هذه المرحلة، سوف تعكس شخصية المراهق بشكل مباشر وواضح كل ما يتعرض له، بما في ذلك الأفكار والقيم والمعتقدات والمواقف وينبع طابعها المميز وطريقة تأثيرها على شخصية الفرد كفترة انتقالية، تشير إلى مرور الفرد من الطفولة إلى النضج.
- ومن ناحية أخرى، فإن استجابة الشخص وقناعته بكل ما يتعرض له من خبرات ومواقف سوف ينعكس على شخصيته بالإيجاب،وسوف يشير ذلك إلى التغيرات التي تحدث لشخص في هذه المرحلة.
- التفكير المادي المباشر الذي كان في مرحلة الطفولة ينتهي مع بداية سن البلوغ، وتحل محله مرحلة جديدة أكثر تجريدًا وتعميمًا من التفكير وهذا يعرضه لعالم لم يكن يعرفه من قبل، وعندما يبذل جهداً للتعرف عليه أكثر سيتأثر بما يكتشفه، مما سيكون له أثر على شخصيته.
- أصبح لدى الطفل الآن فهم ووعي وتقدير أكبر للآخرين، ويدرك أنه ليس كل شيء في الحياة مرتبط به بعد أن كانت كل أفكاره مرتبطة بنفسه ورغباته.
- وهذا يضيف بعداً جديداً لشخصيته لم يكن يعرفه في صغره، مما يجعله أكثر استجابة وانفتاحاً على الآخرين وأفكارهم ووجهات نظرهم.
- يقوم المراهق بتطوير نفسه في هذه الفترة، وكل ما يحدث له خلال هذه الفترة له تأثير على هذه المرحلة ونتيجة لذلك، تصبح مرحلة المراهقة ذات أهمية كبيرة في تنمية شخصية الإنسان.
السمات الشخصية للمراهقين
المراهقة هي فترة من الحياة يمر بها جميع الأطفال حيث في هذه المرحلة يحصل الطفل على صفات شخصية بجانب مبدأ التربية بالنِّقاش والحوار تشمل هذه الصفات ما يلي:
- المراهقون لديهم ثقافة متميزة: من أكثر ما يميز مرحلة المراهقة ثقافتهم المتميزة، والتي تنتشر بين المراهقين بدرجة شبه كلية لكل شخص يمر بهذه الفئة العمرية وتتكون هذه الثقافة من مجموعة من المفاهيم والقيم وهي التي تميز الإنسان في هذه المرحلة عن غيره.
- يتمتع المراهقون بسمات عقلية ونفسية متشابهة: يشترك المراهقون في العديد من أوجه التشابه من حيث سماتهم النفسية والاجتماعية وحتى العقلية والمعرفية بسبب التغيرات في أبعاد عديدة التي تحدث خلال فترة المراهقة ولذلك فإننا نبني افتراضات حول كيفية استجابة المراهقين لظروف معينة على هذا التشابه وهذه هي المشكلة التي تميز المراهقين عن المجموعات الأخرى
- الإيمان بالمثاليات عند المراهقين: لدى غالبية الشباب أيضًا ميل إلى اعتناق معتقدات مثالية والأشخاص الذين يعانون من القلق النفسي بطبيعتهم لديهم حاجة قوية لرؤية كل شيء كما هو، حتى إلى درجة أننا قد نشير إليهم أحيانًا على أنهم غريبون ومتفككون.
- اندفاع وحماس المراهقين: بسبب الجوانب النفسية المتغيرة باستمرار في مرحلة المراهقة، يشعر المراهقون بالإثارة المستمرة في عواطفهم، ولهذا السبب يتصرفون بطريقة متهورة ومتحمسة.
- يمر المراهقون بتغيرات سريعة: نرى أن المراهقين كثيرًا ما يمرون بتحولات سريعة، وأحيانًا مفاجئة، في معتقداتهم وآرائهم وأفكارهم ويعود ذلك جزئياً إلى أن المراهق يكون عرضة لتأثيرات كافة المواقف والتجارب الجديدة التي يصادفها، ولهذه التعديلات تأثير مباشر على سلوكه، وبالتالي على شخصيته.
- تطلعات المراهقين وأحلامهم: المراهقون مشغولون للغاية ويسبحون في بحر من الآمال والأحلام و يتطورون وينظرون إلى أنفسهم ومن الطبيعي أن تنعكس معتقدات المراهق وطريقة تفكيره إلى حد ما في هذه الأحلام، وهذا ما يعكس عليها سمات المراهقة.
العناصر المؤثرة في كيفية تطور شخصية المراهق
تنمية شخصية المراهق هي عملية متعددة الأوجه لها العديد من العناصر المساهمة في شخصية المراهق، ومن الصعب توجيه أو تنظيم المتغيرات التي تؤثر عليها وهناك عدة عناصر تجمع بين أهم هذه العناصر ما يلي:
المتغيرات الاجتماعية ومدى تأثيرها على شخصية المراهق
تعرض المراهق للعديد من الظروف الاجتماعية، فكل الأحداث التي يمر بها في حياته، بما في ذلك وفاة أحد الوالدين، ومكانة الأسرة الاجتماعية، وظروفه المالية، هي عناصر مهمة يمكن أن يكون لها تأثير على شخصيته بشكل أو بآخروالاتصالات الشخصية التي يقوم بها والعلاقات مع عائلته، أو زملائه في المدرسة أو الحي، أو معلميه، أو حتى الشخصيات البارزة التي يتطلع إليها لها تأثير كبير على معتقداته وأفكاره وميوله ولكل واحدة من هذه الصفات صفة مميزة يمكن للمراهق أن يتطلع إليها، أو يحاكيها، أو يستوعبها.
العناصر النفسية ودورها في تشكيل هوية المراهق
تلعب تطلعات المراهقين وأحلامهم ورغباتهم دورًا في تشكيل تركيبتهم النفسية، والتي تتجلى في شخصياتهم وسماتهم الشخصية كما يتعرض الإنسان لصدمات مختلفة وظروف صعبة طوال حياته، بما في ذلك فقدان شخص عزيز عليه، أو التعرض لحادث، أو مواجهة ظرف صعب ويُعتقد أن كل هذا هو أحد العناصر النفسية الرئيسية التي تؤثر على كيفية بناء شخصية المراهق.
مع نضوج المراهق تتغير احتياجاته ومتطلباته، مما يؤدي إلى ظهور سمات نفسية جديدة لم يختبرها من قبل ويكون هذا التطور الجديد أحد العناصر الأساسية في تطوير صورة شخصيته النهائية لدى المراهق.
تأثير العناصر الثقافية والبيئية على شخصية المراهق
يتمتع كل سياق اجتماعي بجو وثقافة مميزة تميز مجتمعًا عن الآخر وبما أن المراهق يتربى في أحد هذه المجتمعات، فإن هذه الثقافة سيكون لها تأثير في تطور وتشكيل شخصيته.
أنواع الشخصيات المختلفة ومشاكلها
إن المفهوم القائل بأن الناس يختلفون عن بعضهم البعض بطرق تجعل من المستحيل أن يكون شخصان متشابهين لا يُعتقد أنه مفهوم علمي وكثيرًا ما نلاحظ تشابهًا مذهلاً في السمات الشخصية لبعض الأشخاص، ويمكن تفسير هذا التشابه من خلال حقيقة أن هناك أنواع شخصيات تندرج ضمن مجموعة فرعية من الأشخاص بناءً على التجارب المماثلة التي مروا بها ويمكن التمييز بين بعض الاشخاص من خلال فحص السمات التي تميز كل شخصية على حدة، وذلك على النحو التالي:
- الشخصية الضعيفة: هي مصطلح يستخدم لوصف بعض الأشخاص الذين يمتلكون سمات مثل الخجل والخوف وقلة احترام الذات والانطواء، مما يدل على ضعفهم وعدم قدرتهم على مواجهة عيوبهم.
- الشخصية القوية: يُوصف بهذا التعبير أولئك الذين يظهرون القوة والقدرة على التعبير عن آرائهم وفرض آرائهم، على عكس أصحاب الشخصية الضعيفة كما يظهرون ثقة بالنفس، وإحساسًا صحيًا بقيمة الذات، ومطالبة مستمرة بحقوقهم، ووعيًا بمسؤولياتهم.
- الشخصية السوية: الأفراد الذين يتمتعون بهذا النوع من الاشخاص لا يعانون من أي اضطرابات نفسية أو اجتماعية وبدلاً من ذلك، يتم وصفهم بأنهم يتمتعون بأداء اجتماعي ونفسي طبيعي بالإضافة إلى القدرة على التفكير.
- الشخصية المترددة: أكثر أنواع الشخصيات انتشاراً خلال فترة المراهقة ويتميز هذا النوع من الشخصيات برفضه لكل القيود وتحدي السلطة وهي شخصية عاطفية ومتهورة وربما خطيرة وعادة ما تكون الأحلام الغريبة المرفوضة والطموح المفرطة هي اهداف هذا النوع.
- الشخصية المضطربة: يعاني بعض الشباب بسبب تربيتهم وتجاربهم من مشاكل في الشخصية ويُصنف هذا النوع من الحالات ضمن الأمراض النفسية، ويمكن أن يكون لها مجموعة متنوعة من الأشكال والسمات، مثل الفصام أو الشخصية المعادية للمجتمع، اضطرابات الشخصية.
- الشخصية الطموحة: هناك علاقة بين هذا النوع من الشخصيات وبين التطلعات والرغبات الفريدة التي يمتلكها هؤلاء الأطفال لأنفسهم وسيكون لبعض هذه الأحلام تأثير كبير وملحوظ في تنمية الشخصية الطموحة، والتي تعرف بأنها نوع الشخصية البعيدة النظر والمندفعة، إذا تمكن المراهق من ربطها بالواقع ومعرفة طريقة وخطوات مقصودة للوصول إلى الحقيقة وبالتالي فإن كل ما يعيشه المراهق من علاقات وتجارب، وكل ما يتعلمه من مفاهيم ومعتقدات، وكل ما يشكله من آراء وأفكار.
كيف أجعل طفلي المراهق أكثر ثقة بنفسه؟
يعاني بعض المراهقين من قلة الثقة بالنفس، فيما يلي أهم الإجراءات والنصائح للآباء الذين يتطلعون إلى مساعدة أبنائهم المراهقين على تطوير شخصياتهم وتعزيز مبدأ التربية بالنِّقاش والحوار:
- تشجيع الأطفال على اكتساب قدرات جديدة عندما يتعلق الأمر بتشجيع أطفالهم على استخدام مهاراتهم والتأكد من قيامهم بالأشياء بشكل صحيح، يتم حث الآباء على أن يكونوا واقعيين ومتفائلين ويُنصح بتشجيع الأطفال المراهقين المهتمين بكرة السلة على ممارسة التدريبات المطلوبة وإيلاء اهتمام وثيق لتوجيهات المدرب.
- تشجيع الأطفال على المخاطرة: تعريف الأطفال بمجموعة متنوعة من التجارب لا يساعدهم فقط على اختيار ما يستمتعون به، ولكنه يعلمهم أيضًا أن الأشخاص المختلفين أكثر مهارة في مهام معينة من غيرهم.
- تشجيع الأطفال على القيام بالمحاولات المتكررة: يحتاج الأطفال الذين يرتكبون الأخطاء إلى تثقيفهم بأن الجميع يرتكبون الأخطاء وتشجيعهم على المحاولة مرارًا وتكرارًا.
- يجب على الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم: من المستحسن أن يظهر الآباء الثقة أمام أطفالهم، على سبيل المثال، من خلال مناقشة استراتيجيات حل مشكلة معينة يتعامل معها الآباء في العمل.
- تشجيع الأطفال على الثقة بالنفس: يمكن تحقيق تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال تشجيعهم على النظر إلى الآخرين عندما يتحدثون.
- احترام خصوصية الأطفال: من أجل مساعدة أطفالهم على تطوير شخصيات أقوى وثقة أكبر بالنفس، يتم تشجيع الآباء على احترام خصوصية أطفالهم وعلى الرغم من أن الثقة بالنفس لا تعتبر مطلقة، إلا أن منح الشباب الثقة يساعدهم على تنميتها وبدلا من ذلك، يجب إجراء مناقشات مع الأطفال، ويجب وضع مبادئ توجيهية بشأن أهمية الحفاظ على هذه الثقة.
- احترام عواطف الأطفال:ومن المستحسن الاهتمام بالشباب واحترام عواطفهم مهما كان نوعها، مع بذل الجهد لفهمهم والامتناع عن التقليل منهم.
هل المجاملات تجعل الطفل أكثر ثقة أم العكس
وبما أن بعض المراهقين يلقنون أنفسهم عبارات سامة وقاسية مثل “أنا لست جميلة” أو “لا أحد يحبني”، مما يقلل بشكل كبير من ثقتهم بأنفسهم، فإن مدح الأطفال المراهقين أمر ضروي لقوة وبناء شخصيتهم ويُنصح بمدح الأطفال وإظهار الحب لهم على أي شيء ينجزون بشكل جيد، فهذا لا يقلل من شخصيتهم بل يقويها.
ويُنصح بإجراء محادثة مع أطفالك وإعلامهم بأن غالبية الأفكار الضارة والكاذبة التي يتعرضون لها لا أساس لها من الصحة إلى جانب دعم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، يمكن تعليم الأطفال استبدال عبارات مثل “سوف أفشل في الامتحان لأنني غبي” بعبارات أخرى مثل “يمكنني اجتياز الاختبار إذا درست جيدًا”.
وسائل زرع التربية المستقيمة في حياة النشأ
تشمل الخطوات التالية التي تعزز التربية بالنِّقاش والحوار:
إنشاء النماذج
نحن نعني أن المعلم هو بمثابة مثال لما يجب أن يكون عليه الطالب في المدرسة الثانوية وفي تلك المرحلة، كثيراً ما يمر المراهق بعملية توحد شبه كاملة مع معلمه، فيقلده عن غير قصد أو عن قصد في جميع جوانب حياته التي يلاحظها منه ويأتي الأمر بمثابة صدمة كبيرة عندما يعلم الطالب أن هناك فجوة بين ما يتوقعه معلمه منه وبين ما يفعله فعلياً في الحياة، ويجب على المعلم أيضاً أن يحاول محاكاة الأسلوب العفوي بطرق خفية لان في هذه المرحلة يكون المراهق لديه إحساس عالٍ بقيمة الذات، مما قد يجعله عنيدًا.
البعد عن التنميط الشخصي
التنميط هو محاولة لبناء صورة ذهنية أو آراء المعلم لطلابه دون النظر إلى أهداف الطالب الفردي ويريد المعلم ذو الميول العلمية أن يكون كل واحد من طلابه متعلمًا، بينما يريد المعلم ذو الميول البلاغية أن يكون كل واحد من طلابه معبرًا ويرتكب المعلم هذا الخطأ عمدا أو دون أن يدرك ذلك، والفكرة هي أن الطالب يحتاج في تلك المرحلة إلى من يفتح له كل الأبواب، ويرشده بلطف إلى الطريق الذي يناسب مهاراته، ويرعى عقله وأفكاره بسبب انفتاحه العقلي وتفكيره المنطقي وحيويته الفكرية.
إحداث بيئة صالحة من الرفقاء
في هذه المرحلة من حياة الشخص، يكون رفيقه حاسمًا في تشكيل الاتجاهات والأفكار والمفاهيم مع استثناءات قليلة، ثابتة كما ناقشنا سابقًا، هناك فئتان من بيئات الأصدقاء الرفيق، أو “الأنتيم”، وهو صديق مقرب والأكثر تأثيرًاعليه.
استخدام أسلوب الموقف
يعد استغلال الظروف لتوصيل الرسائل الدينية أو التعليمية أمرًا مهما أيضًا وكثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق منهج التربية الموقفية، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مرّ بالسوق، فمرّ بجدي أَسَكّ ميتٍ فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: “أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟” فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: “أتحبون أنه لكم؟” قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه؛ لأنه أَسَكّ، فكيف وهو ميت!؟ فقال: “فوالله للدنيا أهونُ على الله من هذا عليكم”.
الدراسة ووظيفتها في تعزيز الشخصية البنائة
بلا شك، من أهم الأشياء التي يمكن أن يحققها المراهق في حياته هي الدراسة والتي تعزز جانب التربية بالنِّقاش والحوار، ونتيجة لذلك، فإنه يساهم بشكل كبير في تعزيز شخصيته بنجاح وبالتالي لا يمكن الإجابة على موضوع كيف أساعد طفلي المراهق على تنمية شخصيته، ولذلك يمكن للوالدين الاستفادة من المساعي الفكرية لابنهما المراهق بطريقة ما من خلال المساعدة في تنمية شخصيته ويتم ذلك من خلال الاعتراف بإنجازاته خلال العمليات التعليمية العديدة التي يمر بها أثناء استكمال مراحل دراسته.
وفي الختام يمكن القول: أن التربية بالنِّقاش والحوار والإقناع أمر بالغ الأهمية في تكوين شخصية الأبناء، وكذلك يعد أمر مؤثر على الأجيال والمجتمع على حد سواء؛ ويجب على كل من الآباء ،والأمهات ،وكذلك المعلمين والمربين اعتماد هذا المنهج التربوي القائم على الحوار والمناقشة، وخلق بيئة تواصل صحية، فذلك يعتبر من أنجح الوسائل المعتمدة في التربوية الحديثة ، وأكثرها أثر وأفضلها نتيجة.