الضرب ليس وسيلة من وسائل التربية، بل قد حرمه الله سبحانه وتعالى، وسوف نتحدث هنا عن الضرب بمنظار الشرع والذي يتم اللجوء إليه في أضيق الحدود وبضوابط شرعية شديدة، وقبل أن نتحدث عن مفهوم الضرب في الإسلام نود أن نقول أن الأب أو المعلم الذي لا يستطيع ضبط أبنائه أو طلابه إلا بالضرب فهو أب ومعلما فاشلا.
الضرب بمنظار الشرع
اعلم رحمك الله أن الضرب ليس أسلوبا صحيحا للتربية، بل إن من أبشع الأساليب التي يتم اللجوء إليها من قبل الضعفاء الذين لا يقدرون على تربية أبنائهم، وهو من أشد الجرائم.
والمقصود بالضرب في الإسلام هو الضرب الغير مبرح، الذي لا يؤذي جسدا ولا يؤثر على نفسية الأبناء، وقد تم ذكر الضرب في حال ضرب الزوجة وجعله أخر الحلول التي يتم اللجوء إليها.
بل وصل الأمر لأن يكون الضرب بالسواك وهو قطعة من الخشب يتم تنظيف الأسنان بها، أي أنه لا يوجد ضرب بمعني الضرب ، ولكنه تهذيب فقط، والأوقع اتباع الأساليب التربوية الحديثة مع الأبناء.
وسوف نتعرف معكم عن ضوابط الضرب في الإسلام، فالضرب حرام شرعا الإ في حدود الله تعالى، وإذا أضطررنا لاستخدام الضرب لتقويم الأبناء وتعديل سلوكهم بعد استنزاف كافة الحلول والحيل الأخرى، يوجد ضوابط يجب مراعاتها، وهي كالآتي:
ضوابط الضرب في الإسلام
الضرب حرام شرعا إلا في حدود الله، ومقام التأديب والتعليم ويكن بضوابط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر” ولكن بضوابط وهي كما يلي:
- أن لا يزيد طول السوط عن ذراع.
- أن لا يرفع الضارب ذراعه فيظهر إبطه.
- لا يترك أثر وعلامة في الجسد.
- لا يزيد الضرب عن 10 ضربات إلا في حدود الله.
- يمتنع عن الإهانة لا يسب ولا يشتم أثناء الضرب.
- لا يضرب وهو في حالة غضب حتى لا يخرج عن السيطرة.
- لا يضرب على الأماكن الحساسة والوجه والرأس وغيرهما.
- ينزل قوة العصا لا قوة الذراع.
اقرأ ايضا : مفهوم التربية في الاسلام
تم تطوير حلول وبدائل فعّالة لتجاوز استخدام أسلوب الضرب، والانتقال نحو أساليب أكثر ملاءمة ومحببة لضمان رضا الجميع وتحقيق التطور في السلوك والتربية الصحيحة. تشمل هذه الحلول:
- تبني نهج التدرج في إنزال العقوبة، حيث يتم بدء العمل بالنصح والتوجيه، ومع استمرار التصرفات السلبية، يتم الانتقال تدريجيًا إلى مراحل أكثر جدية مثل استدعاء ولي الأمر وغيرها.
- تنشيط برامج التوعية من خلال توزيع كتيبات ونشرات توجيهية للطلاب، بهدف نشر القيم والمبادئ الحسنة وتوجيههم نحو السلوك الصحيح.
- توجيه كلمات الشكر والثناء والتشجيع للطلاب المجتهدين والمتفوقين، مما يشجعهم على الاستمرار في تحقيق النجاح ويحفز باقي الطلاب على محاكاتهم.
- فرض أعمال تلفت النظر وتثير الدهشة على الطلاب المشاغبين، لأن هدفهم غالباً هو إثبات ذاتهم، ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال أعمال تبرز قيمتهم وتفرض احترامهم.
- تشجيع الطلاب بتقدير جهودهم وتسليط الضوء على أعمالهم الإيجابية أمام زملائهم، مع مكافأت محفزة مثل الهدايا أو درجات المواد.
- حرمان الطلاب مؤقتًا من متعهم المفضلة، مثل المشاركة في الأنشطة والألعاب الترفيهية والرحلات، حتى يتعلموا ويتقنوا أسلوب التصرف الصحيح ويتطوروا في حياتهم اليومية.
وفي النهاية عزيزي الأب وأيها المعلم الفاضل اعلم رحمك الله أن الضرب أسلوب تهذيب وتأديب لا انتقام، فالهدف من الضرب هو التقويم لا الإهانة أو الإيذاء، وهذا هو ما نص عليه الشرع الحنيف، وغير ذلك فهو ظلم بين وجريمة شنيعة.