نعيش حاليا في عالم مليء بالتغيير والتعقيد، ولكن دائما ما يحرص الآباء في العالم الإسلامي على تنشئة أبنائهم على القيم الحميدة، لأن هؤلاء الأطفال هم رجال المستقبل الذين سوف يتحملون قيادة المجتمع الإسلامي في القريب العاجل، ولذلك هناك قيم حميدة يجب غرسها بداخلهم من أجل الحصول على مجتمع قادر على التقدم والرقي ومنافسة المجتمعات المتقدمة، وسوف نوضح في هذا المقال قيم إسلامية للأطفال يجب أن يتمسكوا بها من أجل نجاحهم ونجاح مجتمعهم.
ما هي قيم إسلامية للأطفال
- يتم اعتبار قيم إسلامية للأطفال بمثابة القيم الأخلاقية وهي عبارة عن عدد من القواعد التي يجب أن يتعود عليها الفرد وتصبح جزءا من شخصيته.
- يحرص الأهل دائما على تعليم أطفالهم هذه القيم من أجل أن يكونوا متواجدين في مكان مناسب للعيش في المستقبل.
- بعض الآباء يعتقدون أن تعليم الأخلاق والقيم الحميدة للطفل يجب ألا تتم في سن صغيرة، ولكن هذا الأمر خاطئ بشكل كبير.
- يجب على الأهالي تعليم الأخلاق الحميدة لأطفالهم في سن صغيرة حتى يتم نشأتهم وتربيتهم بشكل صحيح، وتكون حياتهم أسهل في التعامل بعد ذلك.
- هذه القيم الأخلاقية تشمل الإيمان والتوحيد والشجاعة والتعاون والكثير من الصفات الأخرى التي يجب غرسها داخل الطفل منذ الصغر، حيث يجب أن نكون داعمين لهم والتحاور معهم في أفكارهم من أجل إنشاء إنسان عظيم يستطيع قيادة المجتمع وتحدي الصعاب.
- تعليم هذه القيم للأطفال تعتبر بمثابة مرآة تقوم بإيضاح القدرة الداخلية والتعاون الذي ينبغي أن يكون متواجد في الحياة اليومية، حيث يجب أن نكون قدوة حسنة للأجيال القادمة.
- كل ذلك يتم وفقا للشريعة الإسلامية التي سوف نظل متمسكين بها ومبادئها لكي نعيش حياة مليئة بالسلام والتعاون والتقدم، حيث تعتبر هذه القيم هي قيم إسلامية للأطفال.
معلومات يجب معرفتها قبل غرس قيم إسلامية للأطفال
هناك بعض المعلومات يجب على الجميع معرفتها قبل أن نبدأ في غرس قيم إسلامية للأطفال من أجل الحصول على طفل سوي يستطيع أن يكون قائد في يوم من الأيام، وهذه المعلومات تتضح في التالي:
- الآباء هم المصدر الرئيسي الذي يتعلم منه الطفل القيم الحميدة لأنه ينظر إليهم في كل حركة من حركاتهم ويقوم بتقليدها.
- قدرة الشباب على التفكير في أنفسهم يعتبر أمر صحي خاص بالعالم الذي نعيش لأنهم هم عصب المستقبل والقادرين على بناء مجتمع رائع للعيش بداخله.
- أثبتت الأبحاث العلمية أن علاقة الطفل بالأهل كلما زادت تزيد رؤيتهم للعالم من حولهم طبقا للقيم التي يحصلون عليها من الآباء والتي يعيشون عليها طوال حياتهم.
- مرحلة الطفولة هي مرحلة هامة بشكل كبير في تشكيل القيم الصحية للطفل في البيئة التي ينمو بها، لذلك يجب اختيار النموذج المميز والأمثل للطفل.
- طبقا لما يتعلم الطفل من الآباء سوف يستطيع اختيار أصدقاء بشكل مناسب، وسوف نوضح التأثيرات الخاصة بالأشياء الأخرى.
دور التليفزيون في توصيل قيم إسلامية للأطفال
- لا يقتصر دور التليفزيون في العصر الحديث على عرض الأفلام والمسلسلات ومباريات كرة القدم، ولكن له دور كبير في تعليم الأطفال ولا ينكره إلا جاحد.
- عدد من القنوات التلفزيونية تقوم بتوصيل بعض الرسائل الإيجابية الاجتماعية للأطفال الصغار بعيدا عن القنوات التي تقوم بنشر بعض القيم المضادة للقيم المرغوب في نشرها من أجل توصيل قيم إسلامية للأطفال.
- حيث تقدم عدد من القنوات بعض البرامج التعليمية والأخلاقية التي تهتم بالطفل، وتقوم بتقديم وسيلة مساعدة له في تعريف القيم الأخلاقية.
- كما أن هناك بعض الأفلام والمسلسلات التي يعرضها التليفزيون على بعض القنوات، حيث تقوم بتوضيح بعض القيم الأخلاقية والتربوية التي يجب معرفتها بشكل كبير للوصول لمرحلة النضج في المجتمع الإسلامي الذي نعيش فيه.
دور العائلة في غرس قيم إسلامية للأطفال
- يستطيع الآباء أن يغرسوا داخل أطفالهم الكثير من قيم إسلامية للأطفال مثل الكرامة والمساواة والتعاون والعديد من الأخلاقيات الأخرى.
- الدور الرئيسي يعود على الأسرة، ولذلك لأن الطفل يتعلم منهم بشكل تلقائي ولا يضطر لمعرفة أي شيء خارج العائلة، حيث ينظر إلى ما يقومون به ويبدأ تعلمه بشكل سريع.
- لذلك يجب على الأسرة البحث عن طرق توصيل القيم بشكل رائع للطفل مع تطبيق ما يتعلمه في حياته اليومية وتعامله مع الأصدقاء والأهل والأقارب والجيران.
- قد يحدث مشكلة في هذا الأمر وهو قيام الآباء بالتصرف بشكل بعيد كل البعد عما يجب توصيله إلى الأطفال، وهذا الأمر صعب على الأطفال لأنهم لا يستطيعون إدراك ما هو الأمر الذي يجب تعلمه هل ما يقوم به الآباء أم ما يشرحونه.
- لذلك يجب على الآباء عدم تفاقم أي مشكلة أو إظهار العنف أمام الأبناء ووضع علاقتهم مع أبنائهم أولوية من أجل تربيتهم بسلوك مميز.
كيفية ربط قيم إسلامية للأطفال بالعالم الذي يعيشون فيه؟
هناك بعض الأمور التي يجب اتباعها حتى يتم وضع الطفل في مصاف القيم الحميدة الإسلامية من أجل تقديم قيم إسلامية للأطفال، وتتضح في التالي:
- الطفل صاحب الستة أعوام لا يتم السماح له بإلغاء أي موعد مع صديق من أجل قبول دعوة أخرى بها إثارة ومتعة.
- الطفل صاحب الثماني سنوات يجب أن يتحمل بعضا من المسؤولية، ومن اللازم ألا يتم تقديم المساعدات له أثناء قيامه بواجباته أو الأنشطة الخاصة بالمدرسة، حيث يجب تركه يعتمد على نفسه.
- الطفل صاحب الثماني أعوام يجب ألا يتم تركه يرحل عن فريقه الخاص بكرة القدم في نصف الموسم وذلك للانضمام إلى فريق آخر، لأن ذلك يؤثر على شخصية الطفل خاصة أن ذلك سوف يضر بالفريق الذي تركه في منتصف الموسم.
- هذه القرارات قد يراها البعض بسيطة، لكنها تساعد الطفل على اختيار قرارات مناسبة له وللمجتمع الذي يعيش فيه.
الوعي للنموذج الذي يتم تقديمه للطفل من أجل تقديم قيم إسلامية للأطفال
كما يقال ليس المهم ما يقوله الشخص ولكن المهم هو ما يفعله، حيث أن الفعل هو الأساس، ويتضح ذلك في التالي:
- إذا أردت أن تعلم الطفل الصدق فيجب ألا تكذب أمامه وينطبق ذلك على كثير من القيم الأخلاقية مثل الأمانة والتعاون وغيرها من القيم.
- مساعدة الطفل على تنمية مبدأ التعاطف مع الأشخاص الآخرين، وهذه الطريقة هي أفضل طريقة لضمان انغماسه في الحياة مع الآخرين .
- تعريف الطفل ببعض القيم في المجتمع مثل الأمانة أو الواجبات تجاه الجيران أو السلوكيات التي يجب القيام بها بها أثناء التحدث معهم.
- يجب مناقشة الطفل في أسباب اتخاذه القرار، وهل هو قرار صحيح أم سيئ من أجل غرس قيم إسلامية للأطفال.
- طرح الأسئلة على الطفل من أجل معرفة هل القرارات بها أفكار مبتكرة وجديدة أم لا.
- تشجيع الطفل على السلوك المميز الذي يقوم به، وعدم توبيخه في حالة قام بفعل غير مناسب، ويجب توجيهه بشكل لائق وعدم توبيخه أمام زملائه.
- حث الطفل على المشاركة في أي مشروع خاص بالخدمة المجتمعية.
- إثارة أي نقاش مع الطفل واختيار بعض الكتب التي يجب قرائتها سويا لبناء شخصيته بشكل مناسب.
قيم إسلامية للأطفال يجب غرسها بداخلهم
هناك العديد من قيم إسلامية للأطفال التي حث عليها الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من أجل غرسها في الأطفال الصغار لكي يتم بناء جيل واعي يقوم بنفع الآخرين، ولعل أبرزها كالتالي:
- عقيدة التوحيد وهي القيمة الأهم في العالم والتي تشير إلى حب الله عز وجل والإيمان بوحدانيته وعظمته باعتبارها أهم تعاليم الإسلام والتي يجب أن يتم تعليمها للطفل منذ الولادة.
- التقوي والايمان بالله والتعلق بالصلاة وقراءة القرآن والزكاة وصوم رمضان والتي يجب تربية الطفل عليهم وهي أحد أهم قيم إسلامية للأطفال.
- الأمانة والصدق في القول والفعل، حيث يجب تربية الطفل عليها وكذلك على الحفاظ على العهود التي يقومون بها ومعرفة حقوقهم وواجباتهم.
- طلب العلم حيث يحث الإسلام على تربية الطفل على طلب العلم لأنه فريضة على كل مسلم ومسلمة من أجل جلب النفع للأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي بأكمله.
- الأخلاق الحميدة وهي أحد أهم الصفات التي يجب تربية الطفل عليها مثل الصدق والعطاء والصبر والعفو وحسن الجوار.
- بر الوالدين وهي أحد أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها الطفل من أجل قوة العائلة في ظل المجتمع الإسلامي.
- الاجتهاد في العمل وتحمل المسؤولية سواء في الحياة العملية أو الدراسة والتوكل على الله في كل الأمور وهي قيمة هامة من قيم إسلامية للأطفال.
- نمو روح الصبر والشجاعة من أجل القدرة على القيام بتخطي الصعاب والتحديات التي تواجهه في حياته اليومية.
- يجب تعليم الطفل المساواة بين الناس، فلا تمييز لأي جنسية على جنسية أو أي عرق على عرق فكلنا واحد لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
- نشأة الطفل على المحافظة على البيئة لأنها المكان الذي نعيش فيه ويجب الاهتمام به والحفاظ عليه من أجل قضاء افضل وقت داخل هذه البيئة الرائعة.
- التواضع حيث حثنا الإسلام على تربية الطفل على التعاون مع الآخرين وعدم التكبر على أحد والتواضع لنيل محبة الله.
- تعليم الطفل فائدة المساهمة المجتمعية من أجل مساعدة المحتاجين والفقراء وهي من أهم قيم إسلامية للأطفال.
اقرأ المزيد عن: بناء شخصية الطفل على الاستعلاء الايماني
سلوكيات يجب تعليمها للطفل
هناك بعض التصرفات والسلوكيات التي يجب تعليمها للطفل منذ ولادته وغرسها بداخله من أجل أن يكون عضو مؤثر من أعضاء المجتمع، وهي كالتالي:
- ضرورة الاعتذار في حالة عمل أي خطأ والتعود على قول كلمة “آسف” ويجب معرفة متى يتم قولها حتى لا يتم الاستخفاف بها.
- الاستئذان قبل الدخول إلى أي غرفة أو أي مكان من أجل احترام الخصوصية للأشخاص الآخرين.
- التعود على قول “شكرا” في حالة الحصول على أي شي من أي شخص أو أن يقول الطفل “من فضلك” في حالة طلب شي من أشخاص.
- عدم مقاطعة الأشخاص أثناء تحدثهم واحترام الحديث حتى النهاية، وطلب الإذن في حالة القيام بقول شيء مهم والقول “عذرا أريد أن أتحدث”.
- عدم التنكر على أي شخص خاصة أصحاب الإعاقات، ويجب على الآباء تعليم الطفل هذه النقطة، حيث أن جميع الأطفال يشعرون بالفضول أثناء رؤية شخص من ذوي الاحتياجات فلا يجب النظر إليه نظرة مزعجة، فهو شخص طبيعي وعادي مثلنا ويجب معاملته بشكل طبيعي بدون أي مشاكل.
- احترام الضيوف والترحيب بهم بشكل رائع في حالة التواجد في المنزل.
- عدم ارتكاب أي مشاكل في منزل الآخرين والعبث بممتلكاتهم لأن ذلك قد يسبب الضيق لهم.
- تنظيف أي آثار للطعام من الطاولة في حالة الانتهاء من الطعام.
- التعاون مع الأصدقاء وعدم التنمر والسخرية منهم سواء في المدرسة أو في أي مكان عام.
الآثار الإيجابية من التربية على قيم إسلامية للأطفال
هناك بعض الآثار الإيجابية التي تعود على الطفل والمجتمع من تربيته على قيم إسلامية للأطفال، وهي كالتالي:
- تطوير سلوكيات الطفل وأخلاقه وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح حتى يمكنه أن يتحمل المسؤولية عندما يكبر، ويصيح قائد لعائلة داخل مجتمع إسلامي.
- نمو شخصية الطفل واعتباره شخص مسؤول بشكل كبير يمكنه التعاون مع الآخرين واحترامهم.
- تنمية العلاقات الإيجابية مع الآخرين سواء الأصدقاء أو الأهل أو أي شخص آخر وتقوية التعاون والتفاهم بينهم.
- زيادة عملية التحصيل الدراسي حيث أن الدراسات العلمية أثبتت أن الطلاب الذين يتمتعون بقيم حميدة يمكنهم الحصول على درجات أعلى بسبب تركيزهم على الأمور الإيجابية.
- تعليم الطفل قيم اجتماعية مترتبة على القيم الحميدة التي تم غرسها داخله منها مساعدة الآخرين.
- تحسين الصحة النفسية للأطفال وذلك لأن القيم الحميدة تمكن الطفل من معرفة كيف يتعامل مع أي ضغوط وتحديات بشكل صحيح.
- تنمية المهارات الخاصة بالقيادة لدى الطفل مما يجعله قائد في المستقبل قادر على التأثير بشكل إيجابي على الآخرين.
- تعزيز مبدأ التسامح والاحترام والتعاطف مع الآخرين.
- تعزيز قوة المشاركة المجتمعية الفعالة وتقديم العديد من الإسهامات بشكل إيجابي.
- التمتع بالقيم الحميدة تساعد الطفل على الاستقلالية والتي تشجع على اتخاذ القرارات الصحيحة دون الاستعانة بأي شخص آخر.
كيفية غرس قيم إسلامية للأطفال بداخلهم
عملية غرس قيم إسلامية للأطفال تتطلب مزيد من الصبر والتفاني والاستمرار في تقديم هذه القيم، ويتم ذلك عبر بعض الطرق، وهي كالتالي:
- تقديم القدوة للطفل، حيث أن جميع الأطفال يقومون بتقليد الآباء في جميع أفعالهم وتصرفاتهم، فلذلك يجب أن يتصرف الآباء بشكل مثالي أمامهم من أجل تلقي المعلومة بشكل مناسب.
- التحدث مع الطفل دائما عن القيم الحميدة، وشرح كيف تحدث وما هي فوائدها، ويتم تجسيد هذه القيم في الحياة اليومية وتوضيح بعض الأمثلة التي تحدث في الواقع.
- استخدام بعض الأناشيد والقصص والحكايات التي يمكنها توصيل القيم الحميدة للأطفال، ويتم توصيل المعلومة لهم بشكل ممتع يجعلهم منسجمون ويستطيعون تلقي المعلومة بشكل جيد.
- تشجيع الأطفال على القيم الحميدة وذلك عن طريق تحفيزهم بتقديم المكافآت أثناء قيامهم بعمل شيء إيجابي يمثل القيم الحميدة، وكذلك تقديم الشكر والثناء فيهم دايما.
- استخدام التعليم الإيجابي من أجل تنمية هذه القيم الحميدة وذلك أثناء قيام الطفل بتقديم شىء جيد يتم تقديم تعليقات إيجابية لتحفيزه على الاستمرار في هذه القيم.
- تشجيع الطفل على أن يشارك في أي نشاط مجتمعي، وذلك يتمثل في الأعمال التطوعية من أجل تعزيز القيم الحميدة.
- إنشاء حوار مفتوح مع الطفل يتم فيه مناقشة أفكارهم وتشجيعهم على ابتكار أفكار جديدة وطرح الأسئلة عليهم والرد عليهم في كل شئ يرغبون في معرفته.
- الاستمرار في عملية تعليم القيم الحميدة من أجل تقويتها داخل شخصية الطفل.
- تحديد الفوائد التي تقوم بتنظيم سلوك الاطفال وتقوية عملية تجسيد القيم الحميدة، والتأكيد على أن هناك عواقب سوف تحدث في حالة عمل سلوك غير ملائم.
- الصبر في تعليم الطفل القيم الحميدة لأن الأطفال قدرتهم على الاستيعاب أقل بكثير من الكبار فلذلك يجب الصب عليهم.
تحدثنا في هذا المقال عن قيم إسلامية للأطفال يجب غرسها بداخلهم من أجل الحصول على جيل واعي قادر على تكوين شخصية قوية في المجتمع الإسلامي يمتلئ بالقيم الحميدة التي لا تقدر بثمن والتي يجب تربية جميع الأجيال عليها من خلال مبادئ الدين الإسلامي الحنيف من أجل نمو كامل للمجتمع مبني على الشجاعة والتوحيد والإيمان والصدق والكثير من الصفات والقيم الحميدة.