سؤال قد ينزل كالصاعقة لمن في قلبها ذرة رحمة، قد تتفاجئ الأم عندما يقول لها ولدها لماذا تكرهيني يا أمي!، نعم هناك تصرفات تصدر من الأم تجاه الابن أو الابنة، فلماذا تفعل الأم ذلك؟ هل هي مشاكل نفسية تعرضت لها سابقا، أم أنها حقا تكرهه ؟ لماذا أنجبته إذا ؟
لماذا تكرهيني يا أمي!
كان لي صديق مرح بشوش الوجه عطوف، يحب الجميع ويساعدهم ولا يبخل على أحد، ولكنه على الرغم من ضحكاته العالية كنت أشعر ثمة شيء ما بداخله، غصة في قلبه تأبي أن تخرج.
كنت ألاحظ أنه يأتي لمنزلي كثيرا يتجاذب أطراف الحديث مع أمي، وعند الإنصراف يدعو لها، كنت أتعجب من هذه التصرفات، فكان يحب البقاء معها أكثر مني، كان يردد دائما أنت محظوظ بوالدتك.
وأنا أعلم أن أم صديقي هذا على قيد الحياة، فتسلل الفضول إلى داخلي، وقلت له لماذا، فانفجر باكيا وقال لديك أم تحبك أما أنا فأمي لا تحبني، لم أشعر قط أنها تحبني منذ طفولتي وحتى الآن.
لا أعرف ما هو شعور الأم تجاه ولدها، لا أعرف طعم الاحتضان والاحتواء والحب، أنا حرمت من كل هذا وأمي على قيد الحياة، ابحث عنها بين أمهات أصدقائي لعلي أحظى بدقائق من هذا الحب حتى وان كان مزيفا.
لماذا تكرهني امي؟
لماذا يصل التفكير بشاب أو فتاة إلى هذه الدرجة، لماذا يبحث عن الحب في الخارج، هل من المعقول أن يكون لديه أمًا ومحروما منها! ومن هو المتسبب في هذا الشعور السيء، والانجراف العاطفي، لا شك الأم هي السبب الأول في كل شيء، فكل تصرف تقومي به تجاه ابنك يزرع فيه سلوكا وشعورا لا تمحوه الأيام ولا السنون.
لا تنتظري منه حبا ما لم تقدميه له، لا تنتظري منه ودا ما لم تقومي به أنت أولا، لا تنتظري منه تقديرا وخوفا عليكي فهو لم يشعر قط بخوفك عليه، أرجوكي لا تلقي عليه اللوم والاتهامات فأنت السبب في كل شيء.
أمي تؤذيني نفسيا
الشعور بالألم النفسي الذي ينتج عن تصرفات الأم يمكن أن يكون تجربة مؤلمة ومحزنة بالنسبة للأبناء.
الأم، كشخص يحمل مسؤوليات كبيرة في تربية الأطفال، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية.
قد ينشأ الألم نتيجة للكلمات القاسية أو التصرفات السلبية التي قد تؤدي إلى إحساس بالإهانة أو عدم الاستقرار العاطفي.
من الضروري التحدث بصراحة حول هذه الأمور مع الأم، والبحث عن حلول لتحسين التواصل والفهم المتبادل.
بالتوازي مع ذلك، يمكن اللجوء إلى الدعم النفسي المختص والمساعدة لفهم ومعالجة هذا الألم النفسي وتحسين العلاقة الأمومة .
نصائح للأمهات الغافلات
اعلمي أيتها الأم أن كل ما يقوم به ابنك ويشعر به هو نتاج أفعالك معه، فكوني حريصة كل الحرص في تعاملك مع أبنائك كافة، وفيما يلي أقدم لكي بعض النصائح حتى لا تخسري أحد أبنائك:
- اجعلي ابنك وابنتك يشعرون بحبك تجاههم، سواء بالكلام الطيب أو بالهمسات والقبلات والاحضان لا تبخلي عليهم بمشاعرك.
- ابنك لا علاقة له بما يحدث لك من المجتمع الخارجي والضغوط التي تعيشينها.
- ابنتك لا علاقة لها بمشاكلك مع والدها فلا تنتقمي منها.
- ابنك لم يختار شكله فلا تعاقبيه عليه، لا تظهري حبك لأخيه لأنه أجمل وأوسم، أو حتى أفضل دراسيا.
- مشاكلك الإجتماعية مع زوجك ومديرك في العمل أو والدتك لا علاقة لأبنائك بها، فلا تصبي غضبك عليهم.
- عاقبيهم على قدر الخطأ عقاب تهذيب وتأديب لا ذل وانتقام وتفريغ غضب.
- لا تفرقي بينهم في المعاملة حتى القبلة يجب أن يتساوو جميعا فيها، فلا تزرعي الحقد والضغينة بين الأخوة وتعودي لتبكي وتشتكي.
- قدمي لهم سبل الرعاية والاهتمام هذا واجب عليك لا فضل منك.
لماذا تكرهيني يا أمي! هي كارثة كبري ومصيبة عظمى حينما يشعر الطفل بذلك أو يتلفظ به، والأسوأ عندما يكبر بهذا الشعور المخيف بداخله، فكيف سيحيا ويعيش حياته، فاعلمي رعاك الله أن أطفالك أمانة بين يديك، حافظي عليها إلى أن يستردها الله، لا تلوثي قلوبهم بالحقد والضغينة، لا تشوهي أنفسهم بالهموم والأحزان، كوني مصدر الأمن والسعادة لهم، لا تكوني مصدرا للهم والأحزان.