الصلاة هي التعبد إلى الله سبحانه وتعالى بأفعال وأقوال مخصوصة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ويتم افتتاح الصلاة بالتكبير، ونختمها بالتسليم، وتؤدي في أوقات مخصوصة، ومعنى إقامة الصلاة أي تأديتها بشروطها وأركانها وواجباتها، ولكن لماذا نصلي؟ هذا ما سنجيب عليه أحبائنا الأطفال في السطور التالية.
لماذا نصلي؟
هل سألك طفلك ذات يوم لماذا نصلي؟ بالطبع نحن نصلي تعبد وطاعة لله سبحانه وتعالى وتأديةً لفروضه، ولكن الطفل يحتاج إلى إجابة ترسي بداخله دعائم الإيمان، فيجب أن يعلم أننا نصلي حبًا في الله وتعظيمًا له، ورهبة وخوفا من عذابه، وطاعة لأوامره.
في خضم الإنشغلات الكثيرة، وتبدل الأمزجة المستمر، وتعدد الذنوب والآثام، وارتكاب الخطايا، والوقوع في المعاصي والموبقات، ما الذي يدفعنا إلى الصلاة، بالأحرى ما الذي يدفعنا للاستمرار عليها وعدم تركها، هذا ما سنعرفه معا فيما يلي.
* نصلي رغبة في:
1- إقامة الركن الثاني للإسلام وعماد الدين
نحن نصلي طاعة لله عز وجل وللقرب منه، فالصلاة هي عماد الدين والركن الثاني للإسلام.
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت”.
وقال رسول الله: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد”.
2- مغفرة الذنوب ودخول الجنة
من منّا بلا ذنوب وآثام، من منّا لا يحتاج غفران الرحمن، فجل شأن من جعل عبادته غفران للذنوب والآثام.
وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر”.
كما إننا نصلي رغبة وطمعا في دخول الجنان والبعد عن النيران.
فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-: “أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، فقال رسول الله: تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم”.
3- الحصول على الأجر العظيم
عندما فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة علينا، كانت خمسين صلاة، ثم نقصت إلى أن أصبحت خمس صلوات فقط.
ومن عظيم لطف الله ورحمته بنا، إنه جعلها خمس صلوات بأجر خمسين صلاة لكل صلاة من الصلوات الخمس.
* نصلي خوفا من:
1- العقوبة
أول ما يسأل الله تعالى العبد يوم القيامة عن الصلاة، فأن فلحت فلح.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”.
2- الويل
قال تعالى: “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ“.
الويل واد في جهنم، وهو عذاب عظيم وهلاك شديد، للذين لا يصلون الصلاة في وقتها.
والذين يصلون في العلانية ولا يصلون سرًا، المنافقين الذين يصلون أمام الناس فقط.
فإذا كان الويل أعد للساهون عن صلاتهم فكيف بمن تركوها بالكلية!
3- الغي
واد في جهنم، وهو عذاب شديد وخسران مبين وهلاك عظيم، فعذابه جامع لكل تارك صلاة.
قال تعالى: “فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا“.
4- النار
أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هي الصلاة.
فأن أحسنها فاز، وأن خسرها خاب وخسر.
فنحن نصلي خوفا من النار وبئس المصير.
* نصلي شكرًا وحبًا لله تعالى:
لماذا نصلي؟ نصلي شكرا لله جل في علاه وتعالى في سماه عن عظيم نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
نصلي حبًا في الله الخالق المبدع، الذي شمل عباده في رحمته.
فالمحب يشتاق إلى محبوبه، ويطيعه، ويتطوق إلى أن يكلمه، والصلاة صلة واتصال.
فالصلاة صلة الإنسان برب العالمين، ولا محبوب أعظم وأكبر من الله تعالى.
وكلما كان الإنسان خاشعا في صلاته يؤديها في أوقاتها، فذلك دليل على عظم محبته لله تعالى.