سوف نتعرف أحبائي الأطفال عن قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونشأته منذ البداية، فبعد أن قام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة، عاش سيدنا إسماعيل بجوارها، وسرعان ما تجمع الناس حول الكعبة وقامت مدينة كبيرة تم تسميتها (مكة)، وكان الناس يعبدون الله الواحد الأحد على دين إبراهيم وإسماعيل، ولكن بمرور الوقت انحرف الناس عن دينهم واتجهوا إلى عبادة الأصنام التي تحيط بالكعبة، وكانوا يفعلون المحرمات ويشربون الخمر، ويستعبدون الضعفاء والمساكين، والقوي منهم يأكل حق الضعيف فيهم.
من هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
بعد أن ضل الناس عن دينهم، أراد الله تعالى أن يهدي أهل مكة والعالم أجمع إلى الطريق المستقيم بعد أن حادوا عنه.
فكان ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ولد في بيت عبد المطلب سيد قبيلة قريش التي كانت تعيش في مكة.
وقد ولد يتيما حيث مات أبوه عبد الله قبل ميلاده، وماتت أمه وهو في السادسة من عمره.
لذلك كان جده عبد المطلب يحبه حبًا شديدًا ويقربه منه.
ولكن عندما بلغ الثامنة من العمر توفى جده عبد المطلب، وانتقل ليعيش مع عمه أبوطالب.
حياة النبي صلى الله عليه وسلم
اشتغل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رعي الأغنام وهو صغير، وعندما كبر عمل في التجارة.
ومن شدة صدقه وأمانته اشتهر بلقب الصادق الأمين.
وقد اختارته السيدة خديجة بنت خويلد ليشرف على تجارتها، وكانت من أشراف قريش.
وعندما عمل معها زادت تجارة السيدة خديجة على يديه بفضل الله.
وقد أحبته لصدقه وأمانته ونبل أخلاقه ورجاحة عقله، فطلبت منه الزواج.
فتزوجها النبي وأنجب منها بناته الأربعة: فاطمة الزهراء وزينب وأم كلثوم ورقية.
لماذا كان الرسول يذهب إلى غار حراء؟
كان من عادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يتعبد على دين إبراهيم في غار يسمى غار حراء.
وكان هذا الغار يبعد عن مكة كثيرا والتي كان يلفها الظلام والمحرمات في هذا الوقت كثيرا.
وظل محمد – صلى الله عليه وسلم – يتعبد في الدار بشكل دائم ومستمر ويعبد فيه الله بعيدا عن أهل مكة.
وعندما بلغ 40 سنة وفي إحدى الليالي وهو يتعبد في الغار، فإذا بضوء قوي يحيط به من كل جانب.
فرفع بصره ليري جبريل عليه السلام أمامه، وهو أحد ملائكة الله عز وجل.
قال جبريل: “إقرأ”.
فأجاب النبي: “ما أنا بقارئ”.
فكرر جبريل ما قاله ثلاث مرات، وفي كل مرة يرد النبي نفس الرد.
فقرأ عليه جبريل أول سورة العلق: “إقرأ باسم ربك الأعلى”.
ثم قال: “يا محمد أنت رسول الله، وأنا الملاك جبريل”.
الدعوة السرية
ظل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام سرًا لمدة ثلاث سنوات.
فآمنت به زوجته السيدة خديجة وصديقه أبي بكر وابن عمه على بن أبي طالب.
وكانت خديجة أول من آمن من النساء، وأبو بكر أول من آمن من الرجال، وعلي أول من آمن من الصبية.
وأخذ الناس يعتنقون الإسلام سرًا واحدا تلو الآخر.
كان الرسول يعلمهم القرآن فكانت كلماته أجمل الكلمات.
وعلمهم أن الأصنام لا تنفع ولا تضر وأن هناك إله واحد فقط خالق الأكوان وخالق كل شيء.
وأن الله هو الواحد الأحد وإله جميع الأنبياء والرسل السابقين.
والله لا يفرق بين أحد فالكل متساوي عنده الفقير والغني، العبد والسيد، فالناس جميعهم سواسية.
كما علمهم احترام الوالدين والعطف على الفقراء والمساكين، والرحمة بالنساء والأطفال.
وأن الجميع سوف يحاسب على أفعاله في الآخرة، فيجب على الإنسان أن يفعل الخير دائما.
ولكن قريش لم ترض بهذا ورفضت الإسلام، فقد خافت على مركزها بين القبائل وأموالها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استهزأت قريش بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: كيف نرسخ حب النبي في قلوب الابناء
الاستمرار في الدعوة
على الرغم من ذلك استمر النبي في دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى.
ولم يكتف بدعوة قريش فقط وإنما صار يدعو كل المدن والقرى والقبائل الأخرى حول قريش.
في هذا الوقت قررت قريش أن تعذب كل من يتبع دين محمد وكل من يؤمن به.
وكان العذاب شديد والإيذاء فوق الاحتمال.
ولكن صبر كل من آمن وثبت على دينه على الرغم من شدة التعذيب وقسوته.
الهجرة إلى يثرب
قرر نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى يثرب.
وذلك بعد أن إشتد العذاب بالمسلمين، وأمرهم أن يتسللوا سرًا من مكة حتى لا يبطش بهم الكفار.
فهاجر معظم المسلمين إلى يثرب، ولما اطمئن النبي لخروج المسلمين هاجر مع صاحبه أبي بكر إلى يثرب خلفهم.
وقد حاول الكفار تعقب النبي فاختبأ هو وأبو بكر في غار يسمى غار ثور، ولم يستطيع الكفار أن ينالوا من النبي ولا صاحبه.
وصل النبيّ إلى يثرب واستقبله أهلها استقبالا حافلا.
فبدأ النبي بتأسيس الدولة الإسلامية، فأقام مسجدًا لله، وآخي بين المهاجرين والأنصار.
وعاش الجميع في سلام، وارتفع صوت الآذان لأول مرة بصوت بلال بن رباح وهو يصدح “الله أكبر”.
حمل تطبيق غراس من هنا ، واستمتع بتجربة تربوية تفاعلية فريدة مع أبنائك .