عجائب القرآن اللغوية فكان من الصعب الاستناد إلى مفسر إلا ذوي الثقة، للتمسك بالمعني الدقيق والإبداعى الذي أنزله الله عز وجل للبشرية في هيئة آيات وسور ودلائل دقيقة ومبسطة.
من عجائب القرآن اللغوية
- نزّله قيّماً مفصّلاً مبيناً لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [سورة فصلت:42[.
- وشرّفه وكرّمه وعظمّه وسماه: روحاً ورحمة وشفاءً وهدى ونوراً، حسم بعظيم بلاغته وأنواع فصاحته أطماع الملحدين، وأخبر أنه ليس من بحار كلام المخلوقين ونمط الشعراء والمترسلين، هذا القرآن قفوا عند عجائبه كما قال ابن مسعود: “وحرّكوا به القلوب”[1].
- لأنه قد أدهش العرب لما سمعوه وحيّر ألبابهم وعقولهم بسحر بيانه وروعة معانيه.
- حتى قال فريق منهم: إنه سحر، وزعمت طائفة أنه أساطير الأولين.
- وقال بعضهم مكابرة: لو نشاء لقلنا مثل هذا، ولكنهم ظلوا مقموعين مدحورين ثلاثة وعشرين عاماً يتجرعون مرارة الإخفاق، وينغضون رؤوسهم تحت مقارع التحدي والتعيير مع أنهم العرب أصحاب الأنفة والعزة، وقد استكملوا عدتهم بكثرة شعرائهم وتنوع خطبائهم وشيوع البلاغة فيهم.
- وكانت اللغة في وقتهم أقوى ما يمكن وقد التهبت قلوبهم بعداوة القرآن وترادفت حوافزهم على مناهضته، لكنهم عجزوا عن معارضته لا بمثله ولا بعشر سور ولا حتى بسورة، وحينئذٍ نادى عليهم بالعجز إلى قيام الساعة، وأنه لو اجتمع الجن والإنس على أن يأتوا بهذا القرآن لن يأتوا بمثله.
تعجُّب الجن والإنس من بلاغة القرآن وفصاحته
- وهذا القرآن تعجبّت ّمنه الجن كما تعجبت منه الإنس، ولذلك قال علي : “ولا تنقضي عجائبه.
- هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [سورة الجن:1، 2].
- من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم”[2].
- فأول ما بدأه الجن عند سماعهم للقرآن أنه عجب غير مألوف، يثير الدهشة في القلوب، وهذه صفة القرآن لمن قرأه بقلب مفتوح، وألقى السمع وهو شهيد.
أقوال أئمة السلف في القرآن الكريم
- ليس لعجائب القرآن حد تنتهي إليه، ولذلك تجد التفاسير على تنوعها في كل منها أشياء ليست في الآخر.
- قال ابن عباس عن القرآن: “إن القرآن ذو شجون وفنون لا تنقضي عجائبه ولا تُبلغ غايته”[3].
- وقال إبراهيم بن أدهم: “لقيت عابداً من العبّاد قيل إنه لا ينام بالليل، فسألته: لمَ لا تنام؟
- فقال: “منعتني عجائب القرآن أن أنام”[4].
- وقال عبد الله بن المبارك: “قيل لرجل: ألا تنام؟ قال: “إن عجائب القرآن أذهبت نومي”[5].
- وقال آخر: “إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في غيرها”[6].
اقرأ المزيد عن: اسهل طريقة لحفظ القرآن للكبار.
عجائب وأسرار القرآن الكريم
- وقال الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله: “وعجائب القرآن لا شك أنها لا تنقضي؛ لأنه كلام الله ”.
- كان أهل العلم ينسون ملذات الدنيا عند قراءتهم القرآن؛ لأن فيه لذة من العجائب والبدائع، وقد بلغ ببعضهم شأناً عظيماً، حتى قال أبو عبيد: “وسمعت شجاع بن الوليد يحدّث بإسناد له: “أن رجلاً أُدخلت عليه امرأته -هذا في العرس – فقام يصلي” رجل من أصحاب القرآن أعرس،
- وعندما جاء وقت دخول الزوجة وأُدخلت عليه زوجته، فقام يصلي الركعتين التي تسنّ عند الدخول بالزوجة، فامتدّت صلاته حتى أصبح ولم يلتفت إليها، فعوتب في ذلك، فقال: إني قمتُ وأنا أريد أن أصلي الركعتين اللتين من السنّة عند دخول أهل الرجل عليه، فما زلتُ في عجائب القرآن حتى نسيتها”[7] يعني: نسي الزوجة، أما اليوم فلا يدري الواحد كيف ينهي الركعتين حتى يتفرّغ لها!
- عجائب القرآن لا تنحصر في جهة واحدة بل هي متنوعة متجددة متعددة بتجدد الزمان، وكان القرآن قد نزل على أهل الفصاحة والبلاغة،
- مع أنهم ليسوا بأصحاب تحضُّر واختراعات وتقدم بشري في أمور الدنيا، لكنهم خبراء في اللسان، فلم يستطيعوا أن يقاوموا القرآن، وكانوا يتعجبون مما فيه.
- وفي عصرنا هذا لما أبهر الناس هذه الغرائب والعجائب في المخترعات والآلات وغيرها أيضاً أبهرهم ما في القرآن من الإشارات الكثيرة إلى أمور الحس والواقع
- وبعض ما عرفوه مما في السماوات والأرض والأجنّة في أرحام أمهاتها.