كيف تكون الأسرة صالحة بعد انتشار العديد من البرامج المسيئة للتعاليم والقيم الأسرية المختلفة، والتي لاتمت للتربية بصلة ومن هنا أصبح واجهتنا هي زرع القيم وبث التعاليم الدينية القويمة للطفل.
كيف تكون الأسرة صالحة
من أشهر الأسئلة التي تم تناولها مؤخراً هى كيف تكون الأسرة صالحة، وللإجابة عليه يتم اتباع النصائح التالية:
- حسن اختيار الزوجة، وإن لم تكن بذاك الصلاح، فإن من واجبات رب البيت السعي في إصلاحها وأن يجعل بيته قبله ومكاناً لذكر الله وأن يهتم بتربية أهل البيت التربية الإيمانية وأن يصنع نواة لمكتبة إسلامية في بيته.
- إتاحة الفرصة لاجتماعات تناقش أمور العائلة – عدم إظهار الخلافات العائلية أمام الأولاد – عدم إدخال من لا يرضي دينه إلى البيت – حفظ أسرار البيوت – الملاحظة والممازحة لأهل البيت.
- التركيز على التربية الأخلاقية والمثل الطيبة، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما – احترام الأبناء عن طريق الاحترام المتبادل، وتنمية الوعي والصراحة والوضوح – مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت – فهم نفسية الأولاد بإعطائهم الثقة في أنفسهم.
- اشتراك الأولاد في القيام بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة- الحزم في تنظيم أوقات النوم والواجبات- الدقة والملاحظة لأحوال أهل البيت- تقويم عمل المرأة خارج البيت.
- التشجيع الدائم للأولاد والاستحسان والمدح، بل وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية، كما قدموا أعمالاً نبيلة ونجاحاً في حياتهم.
- قبول التنوع في اختيارات الأبناء الشخصية، كاختيار اللباس وبعض الهوايات ما لم يكن فيها محاذير شرعية.
- عدم السخرية والتهديد بالعقاب الدائم للأبناء، متى أخفقوا في دراستهم أو وقعوا في أخطاء من غير قصد منهم، بل يتم تلمس المشكلة في هدوء، ومحاولة التغلب على الخطأ بالحكمة، والترغيب والترهيب.
- الصبر الجميل في تربية الأبناء، وتحمل ما يحدث منهم من عناد أو عصيان، والدعاء بصلاحهم وتوفيقهم- إشباع حاجة الطفل للحب والطمأنينة – تشجيع الطفل على الاستفسار وتوجيه الأسئلة قيام الحياة العائلية على النظام – إتاحة فرصة اللعب للطفل.
- اتصال المعلم بولي أمر التلميذ قد يعين على بلوغ الهدف الخلقي.
- الاهتمام بالإصلاحات اللازمة وتوفير وسائل الراحة – الاعتناء بصحة أهل البيت وإجراءات السلامة المناسبة- اختيار الجار قبل الدار- منع التدخين في البيوت.
- تخصيص وقت محدد لمشاهدة التلفزيون والجلوس على الكمبيوتر- الحذر من دخول الأقارب غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها.
- معاونة أهل البيت في عمل البيت– أن يعترف الوالدان بالفروق الفردية بين الأطفال، وأن تضع الأسرة لأطفالها أهدافاً يمكنهم تحقيقها في حياتهم
- وأن يسود الأسرة جوا من الديمقراطية والحرية يمكن أفراد الأسرة من التعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم وحاجاتهم دون خوف أو تردد.
اقرأ المزيد عن: فن تربية الأطفال وفق تعاليم الدين الإسلامي
لماذا يجب أن نهتم بلغة أطفالنا؟
اللغة هي أساس الحياة الاجتماعية وهي ضرورة من أهم ضروراتها، لأنها وسيلة التواصل بين الناس، ووسيلة الإنسان للتعبير عن حاجاته ورغباته وأحاسيسه ومشاعره، وأداته الوحيدة في تصريف شؤون عيشه، وللتخاطب مع الآخرين
والتفاهم معهم وتبادل الآراء والأفكار، وسبيله إلى معرفه مذاهبهم ووسائل التأثير منهم وإيجاد العلاقات وبناء الروابط بينهم وتحقيق سبل التعاون والتكافل معهم.
ومن ثم فاللغة هي السبيل لتوفير الحماية والرعاية للإنسان بين أفراد مجموعته، وهي عامل مهم تتحقق به منافعه ورغباته وتسهل سبل تنشئته وتيسر أموره، واللغة وسيلة الإنسان إلى تنمية أفكاره وتجاربه، وإلى تهيئته للعطاء والإبداع والمشاركة في تحقيق حياة متحضرة، فبواسطتها يمتزج ويختلط بالآخرين وتقوي علاقاته مع أعضاء أسرته وأفراد مجتمعه.
ويرى التربويون أن هذا الامتزاج يمكن أن يكسب الإنسان خبرات متنوعة، وينمي قدراته ومهاراته المختلفة، واكتساب هذه الخبرات وتلك المهارات يزداد كلما نمت لغته وتطورت وزادت علاقاته بالآخرين اتساعا ونماء، وهذا ما يجعل الإنسان أكثر وعيا وإدراكا وأكثر قابلية للإنتاج والمشاركة في تحقيق التطور الفكري.
وإذا كان للغة هذه الأهمية في حياه الإنسان عامة، فإن نموها لدى الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، كما يقرر التربويون، يمكِّنه من إدارة حياته على أفضل وجه ممكن، لأنها تساعده في تكوين عالمه بكافه أبعاده وجوانبه، وتمكنه من التعرف على الأشياء من حوله، وللغة ارتباط وثيق بكل من تفكير الطفل وذكائه ونمو قدراته، بل إن أي تأخر في لغة الطفل يؤثر تأثيرا مباشرا على مستوى تفكيره وإدراكه.
أهمية اللغة في حياة الطفل
فاللغة إذن ذات فائدة كبرى في زيادة قدرة الطفل على السيطرة ليس فقط على بيئته التي يعيش فيها، بل أيضا على دوافعه واتجاهاته وحاجاته، فالطفل يعبر عن دوافعه واتجاهاته ورغباته وحاجاته إذا كان مالكا لناصية اللغة ومسيطرا على أساسياتها، فهناك دائرة متصلة الحلقات بين اللغة والتفكير والتعبير لدى طفل هده المرحلة، فسماع الطفل لكلام الآخرين يبعث على التفكير والتفكير تعبير والتعبير يكون عادة باللغة، وتواصل الطفل مع الآخرين يساعده على التحول من اللغة الذاتية إلى اللغة الاجتماعية، وذلك مرهون بخبرات الطفل والفرصة التي تتاح له في مرحلة ما قبل المدرسة، لتحتل اللغة هنا مكانا مهما بين المهارات التي تسعى الروضة لإثرائها وبخاصة لغته القومية وما يتضمنها من قيم ومفاهيم متنوعة، فثراء اللغة القومية لطفل الروضة هو أساس تمسكه بكل ما تتضمنه من قيم واتجاهات ومفاهيم حماية له من خطر التعايش مع لغات أجنبية متعددة ذات اتجاهات ومفاهيم متناقضة.
وتؤدي اللغة لدى الطفل عدة وظائف، فهناك الوظيفة الاجتماعية، باعتبار أن اللغة أداة اتصال وتفاهم، وهناك الوظيفة العقلية باعتبارها أداة لتكوين المفاهيم والاتجاهات ولها أيضا وظيفة نفسية حين تصبح أداة للتعبير عن النفس والوجدان، وأخرى جمالية باعتبارها وسيلة للتعبير عن التذوق الحسي والجمالي، واكتساب اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة يزيد قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين، والاندماج والتكيف معهم.
كيف شكلت مرحلة ماقبل المدرسة أهمية قصوي في زرع القيم؟
لذلك تشكل مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة من أهم مراحل حياة الإنسان إذ يكون فيها الطفل قابلا للتطور والتغيير والتشكيل، فلهذه المرحلة أبلغ الأثر في تكوين شخصية الطفل وبناء اتجاهاته وتعزيز دوافعه وإشباع حاجاته.
وإذا كانت لغة الطفل تتأثر من حيث المفردات والتراكيب والقواعد بأكثر الأفراد مخالطة له، فطفل هده المرحلة يقضي معظم وقته سواء في البيت أو الروضة أمام أفلام ومسلسلات كرتونية أجنبية ومدبلجة، معجبا بأبطالها، غارقا في التفنن بمحاكاة سلوكياتهم وإيماءاتهم ولغتهم حتى أن لغته تكاد لا تختلف عن لغتهم، ليردد ويكرر العبارات والألفاظ التي ينطقونها بسرعة مذهلة ومهارة فائقة تعتمد على حب ما يظهر من شخصيات في هذه الأفلام والمسلسلات.
ومن ثم فالأمر ينذر بخطورة بالغة، لا تتوقف خطورتها على الطفل في الوقت الراهن فحسب، بل على مستقبل هذا الجيل الذي ينمو ويكبر في أحضان مفردات لغوية متفرقة من شأنها أضعاف اتصاله بلغته الأم، حيث تأثر الطفل بلغة وثقافة أخرى تختلف عن لغته وثقافته القومية، يتبعه تأثر بأخلاقيات واتجاهات هذه اللغات منذ الصغر، يزيد المشكلة تعقيدا أن الإنتاج العربي من الأفلام والمسلسلات الكرتونية لا يضاهي الإنتاج الأجنبي ولا ترتقي نسبه ليواجه القدر الهائل والمتزايد للإنتاج الأجنبي الذي يسد حاجة الطفل للتشويق والإثارة والمتعة.
ومن ثم انجذاب الطفل عامة وطفل ما قبل المدرسة خاصة لما يسد حاجاته ويشبع دوافعه واتجاهاته، وغالبا ما يترك الطفل دون أدنى مراقبة وتوجيه أثناء المشاهدة، لينعدم التوجيه اللغوي والثقافي لجيل بأكمله.
كيف تكون الأسرة صالحة؟ حيث يزداد الأمر خطورة بانشغال الأم عن تربية طفلها وإيداعها إياه بالروضة لتتولى المعلمة مهمة حمايته ورعايته، بل ويجعلها المسؤولة الأولى إزاء إكساب الطفل المهارات المختلفة بما فيها المهارات اللغوية، واستغلال ما يتمتع به طفل هذه المرحلة من خصوبة لغوية فائقة في القدرة على التكرار، واشتقاق المترادفات والأضداد، لتحقيق جودة الاتصال بين الطفل ولغته القومية وما يتصل بها من عناصر ثقافية، فاللغة مفتاح لقيم الأمة وثقافتها وعنوان نهضتها وتقدمها.