كثيرا من الآباء والأمهات يقعون في خطأ جسيم وهو التفرقة بين الأبناء، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، ولكن نتائج ذلك لن تكون محببة أو مرضية لجميع الأطراف، فهي وبال عظيم على الأسرة والمجتمع، ليس فقط لما تسببه للطفل المهمل من شعور بإحباط ويأس وكره لأخيه، ولكنها تولد شعور الأنا لدى الطفل المدلل، وتجعل منه إنسانا بغيضا ينظر لأخيه نظرة احتقار وانتصار عليه لأنه فاز بحب أبيه وأمه بمفرده، وما يخلف عن هذه المعاملة من نتائج سلبية فيما بعد سوف نعرضها عليكم في هذا المقال.
أسباب التفرقة بين الأبناء
قد يفرق بعض الآباء بين أبنائهم دون أن يشعروا بذلك، ولكن البعض منهم يقوم بالتفرقة عن عمد لأي سبب من الأسباب التي لا تبرر أي من الأفعال السيئة التي يقومون بها تجاه ابنائهم، ولكن هي موروثات، ومن أبرز الأسباب ما يلي:
- اختلاف الجنس: فلبعض يفضل الذكور على الإناث ويبالغوا في ذلك بحجة أن الولد عزوة ويحمل اسم أبيه، فيصنعوا مشروع رجل متسلط غير متفاهم، والبعض الآخر يفضلون الإناث لرقتهم ويبالغوا في تدليلهم إلى الحد الذي يصل بهم إلى إهمال الذكور.
- العمر: فتجد بعض الآباء يفضلون الأبن الأكبر ويعطونه كل الصلاحيات والمميزات، ولكن الكثير يفضلون الأصغر وهذا وباله وخطره أعظم.
- اختلاف الصفات: سواء في الجمال والوسامة أو الذكاء وغير ذلك مما يجعل الأبوين يميلان لطفل معين عن باقي أخوته.
الآثار السلبية للتفرقة بين الأبناء
- يصاب الطفل بالعديد من الآثار النفسية التي تؤثر عليه وقد تعرضه إلى الاكتئاب والعزلة وفقد الثقة بالنفس.
- شعور بالحقد والغيرة والكره بين الأخوة.
- شعور المدلل بالأنانية المفرطة وأن يحصل على كل شيء له وحده.
- قد يبحث الطفل عن الحب والأمان والاحترام بين الغرباء لأنه لا يجدهم بين أسرته، وقد يعرضه ذلك إلى المخاطر وأصحاب السوء.
- استمرار مشاعر الضيق والحزن حتى عندما يكبر تلازمه طوال حياته وقد تؤثر على طريقة تربيته لأبنائه.
- قد يتحول الطفل من ابن بار إلى ابن عاق، كما لا يتقبل نصائح أبويه ولا يسمع لهما.
اقرا ايضا : كيف تعالج فلتات لسان ابنك
هل يحاسب الوالدين علي التفرقة بين الأبناء؟
أكد أن التمييز بين الأبناء يتعارض مع شرع الله ويُعتبر إثمًا، مشيرًا إلى أن تأثيراته تظهر لاحقًا في حياة الأطفال، سواء كانت في شكل التشاحن أو عدم تماسك الأسرة، وقد يكون له تأثير سلبي يتجلى في حدوث العقوق.
أوضح أن التمييز بين الأبناء يعتبر من أسباب العقوق، وأشار إلى أنه ليس فقط الأطفال هم الذين يمكن أن يظهروا سلوكيات العقوق، بل يمكن أيضًا للوالد والوالدة أن يقعوا في هذا السلوك إذا لم يتداركوا الوضع ويعملوا على تحقيق التوازن والعدالة بين أفراد الأسرة.
المساواة بين الابناء
المساواة بين الأبناء تشكل أساسًا أساسيًا لبناء أسرة سليمة ومستقرة.
ينبغي أن يكون لكل فرد في الأسرة نصيب عادل ومتساوٍ من الرعاية والاهتمام.
عندما يتمتع الأبناء بالمساواة، يتطور لديهم إحساس بالعدالة والاستقرار العاطفي.
يسهم تحقيق المساواة في تعزيز التواصل والتفاهم بين الأفراد، حيث يشعرون بأنهم جزء متكافئ ومحترم في الأسرة.
بالإضافة إلى ذلك، تعزز المساواة روح التعاون والتضامن بين الأخوة، مما يؤدي إلى بناء علاقات قائمة على الحب والتقدير.
في النهاية، تكمن أهمية المساواة في خلق بيئة صحية ومستدامة داخل الأسرة، تساهم في تكوين شخصيات قوية ومتوازنة للأبناء في المستقبل.
اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم
لهذا جاءت أوامر النبي صلى الله عليه وسلم للوالد بأن يعدل بين أولاده، فقال: فاتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم. رواه البخاري، وقال لمن أراد إشهاده على عطية، خصَّ بها بعض ولده: فلا تشهدني إذن، فإني لا أشهد على جور. رواه مسلم.