سوف نعرض عليكم أحبائي مجموعة قصص من عجائب العلماء والعباد، وهي قصص طريفة تعبر عن مدى حبهم لله سبحانه وتعالى، وإيمانهم الشديد، ومدى التقوى والورع الذي يتميزون به، وفيما يلي نترككم مع:
قصص من عجائب العلماء والعباد
1- قصة القواريري وصلاة الجماعة
القواريري هو واحد من كبار علماء الإسلام، وكان مشهور بتعلقه بالصلاة وحبه الشديد لصلاة الجماعة وحرصه عليها في المسجد.
ذات يوم جاء ضيف إلى القواريري، فانشغل القواريري في ضيافته، وإلي وقت صلاة العشاء، وهو مشغول بحسن ضيافته وكرمه لهذا الضيف.
أذن المؤذن لصلاة العشاء، والقواريري مشغول بضيفه حتى انصرف وكان سعيدًا بحس ضيافة القواريري له.
خرج القواريري إلى المسجد ليدرك صلاة الجماعة، لكنه وجد الناس قد صلوا وانتهوا، فحزن حزنا شديدا.
فقال في نفسه متذكرًا حديث رسول الله: يروى عن النبي إنه قال: “صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ (الفرد) سبعًا وعشرين درجة”.
فعاد القواريري إلى منزله وصلى العشاء سبعة وعشرين مرة (27) ثم نام.
فرأى في منامه أنه يسابق فرساناً، وأفراسهم تسبق فرسه، فأخذ يضرب فرسه ليلحقهم.
فنظر له آخر الفرسان وقال له: “لا تتعب فرسك، فلن تلحقنا”.
فقال له القواريري: لماذا؟
قال الفارس: “لأننا صلينا العشاء في جماعة”.
2- قصة عبد الرحمن بن مهدي وصلاة الفجر
كان عبد الرحمن بن مهدي يقرأ نصف القرآن كل ليلة، كما كان يصلي طوال الليل.
وفي إحدى الليالي قام ليصلي حتى تعب كثيرًا.
فلما طلع الفجر، ألقى بنفسه على الفراش فنام من شدة التعب.
طلعت الشمس وفات وقت صلاة الصباح، ومن شدة تعب عبد الرحمن بن مهدي لم يصلي الصبح.
فأخذ عهدًا على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض فرشًا.
ومن هذه الليلة أصبح ينام على الأرض مباشرة حتى تقرحت فخذاه من الأرض.
فتحمل الأذى الجسدي حتى لا يسترسل في النوم وتضيع عليه الصلاة.
3- أدب الدرس للعالم عبد الرحمن بن مهدي
كان طلبة العلم الذين يدرسون على يد العالم الكبير عبد الرحمن بن مهدي شديدي الأدب في الدرس.
فلا يجرؤ منهم أحد على أن يتحدث، أو يبري قلمًا، أو يبتسم، أو يقوم من مكانه.
فكانوا (كأنهم في صلاة، أو على رؤوسهم الطير).
وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا رأي أحدًا منهم تحدث أو ابتسم، لبس نعله وخرج من الدرس.
4- قصة أم حسان الكوفية مع سفيان الثوري
أم حسان الكوفية أطلق عليها هذا اللقب لأنها كانت تعيش في الكوفة.
كانت مجتهدة في العبادة، ويأتي لزيارتها كبار العلماء ليقتدوا بها ويتعلموا منها.
وفي ذات يوم زارها اثنان من كبار العلماء وهما العالم الكبير عبد الله بن المبارك، والعالم الكبير سفيان الثوري.
وعندما دخلا بيتها لم يجدوا فيه أي شيء من الأمتعة سوى قطعة حصير قديمة.
فقال لها سفيان الثوري: “لو طلبت مساعدة من بني أعمامك الأغنياء، لساعدوك وغيروا من سوء حالك”.
فقالت له: “يا سفيان، قد كنت في عيني أعظم شأنا وفي قلبي أكبر مكانة حتى الآن، إني ما أسأل الدنيا من يقدر عليها ويملكها ويحكم فيها (أي الله)، فكيف أسأل من لا يقدر عليها ولا يقضي ولا يحكم فيها؟”.
وأكملت: “يا سفيان والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله تعالى بغير الله (تقصد: من نعيم النيا).
فبكى سفيان الثوري، ثم تزوج بها بعد ذلك.
من أروع القصص في الاسلام
الدروس المستفادة
- فضل صلاة الجماعة وأنه لا يعوضها شيء.
- إكرام الضيف حق من حقوقه، ولكن لا ننشغل به عن حق الله تعالى أو الصلاة.
- حق الخالق يقدم على حق المخلوق.
- محاسبة النفس على التفريط في العبادة والطاعة.
- إذا سألنا نسأل الله، هو وحده القادر على كل شيء.
- عدم الإنشغال بالدنيا ونعيمها عن طاعة الله.
- فلا ننشغل بطعام أو شراب أو اللعب عن الصلاة، والقرآن، والأذكار، وبر الوالدين.
- التأدب بآداب مجالس لعلم، وعدم الإنشغال بأي شيء أثناء الدرس.
للمزيد حمل تطبيق غراس من هنا